وأمالوا : أخذت أخذه وضربت ضربه وجاء عن الكسائي : خليفه وواعيه وغير ذلك مما وقعت أحد حروف قولهم : (فجثت زينب لذود شمس) (١) فيه قبل حرف التأنيث أمال الفتحة نحو الكسرة تشبيها للهاء بالألف فكما تمال الألف كذلك أمال الفتحة قبل الهاء فهذا من باب تشبيه الشيء بالشيء لفظا ولا شك في أن الهاء تشبه الألف في وجوه كثيرة ولهذا قالوا يريد أن ينزعها فأمالوا : يريد أن ينزعي ولم يعتدّوا بالهاء الفاصل بين العين والألف وكأن الألف جاورت العين المجاور للكسرة كما أمالوا : يريد أن يضربي.
فهذا آخر كتاب شرح اللمع.
والحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد المصطفى وآله الطاهرين.
وقع الفراغ من كتابته نصف النهار من يوم الخميس التاسع عشر من شوال لسنة سبع عشرة وست مئة هجرية.
وسلم تسليما دائما كثيرا.
قال أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه :
٣٦٠ ـ دنيا تجول بأهلها |
|
في كل يوم مرتين |
فغدّوها لتجمّع |
|
ورواحها لشتات بين (٢) |
__________________
(١) الكشف ١ : ٢٣.
(٢) البيان من مجزوء الكامل. في : ديوانه ٣١٣.