بدل من التنوين؟. قلت هذا كقوله (وَالْأَرْضِ وَما طَحاها) (٦) (١)(وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها) (٣٠) (٢)(أَيَحْسَبُ الْإِنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) (٣٦) (٣) فافهمه.
[قال أبو الفتح] : فإن وقفت على المنصوب المنون ، أبدلت من تنوينه ألفا ، وحذفت الألف الأولى التي هي حرف الإعراب ، لسكونها ، وسكون الألف التي هي عوض من التنوين بعدها. وفي هذا نظر لأن هذه الألف ، أعني : الأصلية ، قد حذفت قبل الوقف. فكيف يصح منه هذا الكلام؟! وما الحاجة إلى تصوير إعادة الألف الأصلية ، ثم حذفها ، لالتقاء الساكنين. وأما غير المنصرف ، فنحو : حبلى ، وبشرى ، وشورى : هذه الألف لا تحذف ، إذ ليس بعدها تنوين ، لأن الاسم ، لا ينصرف ، لكونه مؤنثا بألف التأنيث. وقوله (ما لم يلقها ساكن من كلمة أخرى) يعني : أنك ، إذا قلت : هذه حبلى القوم ، حذفت الألف ، لالتقاء الساكنين. وإذا قلت : هذه حبلى. فالضمة في الألف مقدرة. وكذلك : رأيت حبلى ، الفتحة فيها أيضا مقدرة ، دون الكسرة ، لأن الاسم ، لا ينصرف. وما لا ينصرف في موضع الجر ، مفتوح ، نحو : مررت بأحمد [١٥ / أ] : [أقول] : وأما الممدود ، فكل اسم ، وقع في آخره ألف ممدودة ، نحو : كساء ، ورداء ، فالإعراب جار على آخره.
اعلم أن الممدود على أربعة أقسام (٤) :
[الأول] : أن تكون الهمزة فيه أصلية ، نحو : قرّاء ، ووضّاء (٥) ، لأنه من : قرأت ، ووضؤت.
فهذا النحو منصرف. ويكون في التثنية ، والجمع ثابت الهمزة. كقولك : قرّاءان ، وقراؤون.
[الثاني] : أن تكون الهمزة بدلا من واو ، أو ياء ، كلاهما لام الفعل ، وذلك ، نحو : كساء ، ورداء ، من : كسوت وردايان (٦) ، ولا يجوز أن تحتج ، بتردّيت ، على أن اللام في رداء : ياء ، ولا بأردية. ألا ترى أن قولك : ترديت ، وقعت الياء فيها زائدة على الثلاث ، مثل : أغزيت ، وتغازيت وأردية ، جاء مثلها : أكسية فالحجة في ردايين. والواو ، والياء ، إذا وقعتا طرفين ، وقبلهما ألف ، أبدلتا همزتين. فكساء ، ورداء ، يجري عليهما الإعراب ، كما جرى على الصحيح.
__________________
(١) ٩١ : سورة الشمس ٦.
أمالها : الكسائي ، وأبو عمرو. الحجة ـ لابن خالويه ٣٧٢ ، والتيسير ـ للداني ٢٣٣ ، والكشف ـ للقيسي ٢ : ٣٨١ ، وتفسير التبيان ١٠ : ٣٥٦ ، والنشر ٢ : ٣٧ ، وإتحاف الفضلاء ٤٤٠.
(٢) ٧٩ : سورة النازعات : ٣٠.
أمالها : حمزة ، والكسائي ، وخلف. الكشف ـ للقيسي ٢ : ٣٨١ ، والتيسير ـ للداني ٢١٩ ، والنشر ٢ : ٣٧ ، وإتحاف الفضلاء ٤٣٢ ، وغيث النفع ٣٦١.
(٣) ٧٥ : سورة القيامة ٣٦.
أمالها : حمزة ، والكسائي ، وخلف. التيسير ١٥١ : ٢١٧ ، والنشر ٢ : ٣٧ ، وإتحاف الفضلاء ٤٢٨.
(٤) شرح شافية ابن الحاجب ٢ : ٥٤.
(٥) القراء (بضم القاف ، وتشديد الراء مفتوحة) : الناسك المتعبد ، والقراء (بفتح القاف وتشديد الراء) : الحسن القراءة ، أو الكثيرها. التاج (قرا) ١ : ٣٦٥ ، والوضاء (بضم الواو وتشديد الضاد مفتوحة) : الوضيء ، الحسن الوجه. التاج (وضؤ) ١ : ٤٨٩.
(٦) المصباح المنير ٢٤١.