ثم قال قد قضى أمير المؤمنين حوائجهم ، فأمرهم بلقاء الرّبيع. قال : محمّد فخرجت من عند أمير المؤمنين وقد ربحت وأربحت.
وهو أخو إسحاق وموسى وعليّ بني جعفر. حدّث عن أبيه. روى عنه إبراهيم بن المنذر الخزامي ، وعتيق بن يعقوب الزبيري ، ويعقوب بن حميد بن كاسب ، ومحمّد ابن منصور الجواز ، ومحمّد بن يحيى بن أبي عمر العدني.
وكان محمّد بن جعفر قد خرج بمكة في أيام المأمون ودعا إلى نفسه ، فبايعه أهل الحجاز بالخلافة ، وهو أول من بايعوا له من ولد عليّ بن أبي طالب وذلك في سنة مائتين. فحج بالناس أبو إسحاق المعتصم ، وبعث إليه من حاربه وقبض عليه وأورده بغداد في صحبته ، والمأمون إذ ذاك بخراسان ، فوجه به إليه فعفا عنه ولم يمكث إلا يسيرا حتى توفي عنده.
أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال أنبأنا أبو محمّد الحسين بن محمّد بن يحيى بن الحسن العلوي قال نبأنا جدي قال : كان محمّد بن جعفر شجاعا عاقلا فاضلا ، وكان يصوم يوما ويفطر يوما ، وكانت زوجته خديجة بنت عبد الله بن الحسين تقول : ما خرج من عندنا في ثوب قط فرجع حتى يكسوه.
أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن محمّد بن عبد الله الكاتب قال أنبأنا مخلد بن جعفر قال نبأنا محمد بن خلف وكيع قال أخبرني الحارث بن أبي أسامة ، عن محمّد بن سعد ، عن محمّد بن عمر أن محمّد بن جعفر بن محمّد وابن الأفطس تحركا بمكة ، فبعث إليهما المعتصم ـ وكان حج بالناس سنة مائتين ـ بعث إليهما من قاتلهما وظفر بهما وقدم بهما معه إلى بغداد. وقال وكيع : محمّد بن جعفر بن محمّد كان قد بايعه أهل الحجاز وتهامة بالخلافة ، ولم يبايعوا بعد عليّ بن أبي طالب لعلوي غيره.
أخبرنا محمد بن الحسين القطّان قال أنبأنا عبد الله بن جعفر بن درستويه قال نبأنا يعقوب بن سفيان قال : وبايعوا محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن حسين بن عليّ بن أبي طالب بالخلافة يوم الجمعة لثلاث خلون من شهر ربيع الآخر سنة
__________________
(١) ٥٠٨ ـ انظر : الكامل لابن الأثير ٦ / ١٢١. وتاريخ ابن خلدون ٣ / ٢٤٤. والأعلام ٦ / ٦٩. ومقاتل الطالبيين ٣٥٣.