حدّثت عن أبي الحسن بن الفرات قال : كان أبو بحر بن كوثر البربهاري مخلطا ، وظهر منه في آخر عمره أشياء منكرة. منها : أنه حدّث عن يحيى بن أبي طالب وعبدوس المدائني فغفله قوم من أصحاب الحديث فقرءوا عليه ذلك ، وكانت له أصول كثيرة جيدة فخلط ذلك بغيره وغلبت الغفلة عليه.
سمع أبا خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، والحسين بن عمر بن أبي الأحوص الكوفيّ ، وأبا يعلى أحمد بن عليّ الموصليّ ، ومحمّد بن محمّد الباغندي ، وأبا القاسم البغويّ ، ومن في طبقتهم.
وكان قد سافر وكتب بالجزيرة والشام وغيرهما من البلدان فأكثر ؛ وكان صدوقا فهما.
حدّثنا عنه أبو نعيم الأصبهاني ، وعليّ بن محمّد بن عبد الله الحذّاء ، وعبد الله بن أبي لحسين بن بشران ، وعليّ بن عبد العزيز الطّاهري ، وأبو عليّ بن دوما النعالي ، وغيرهم.
حدثت عن أبي الحسن بن الفرات. قال : كان جعفر اليقطيني جميل الأمر في الحديث ، ثقة ، وانتقي عليه من الحفاظ عمر البصريّ ، وابن مظفر ، والدّارقطنيّ.
قال لي أبو بكر البرقانيّ : كان اليقطيني حسن الحديث ، ولم أرزق أن أسمع منه إلا شيئا يسيرا (٢). فقلت : له أكان ثقة؟ قال : نعم. قلت للبرقاني مرة أخرى ـ وذكر اليقطيني : أكان ثقة؟ فقال : لم أسمع فيه إلّا خيرا ، غير أني رأيت في جمعه لحديث مسعر أحاديث منكرة. فقلت لأبي بكر : الحمل في تلك الأحاديث علي غيره لأنها من وجوه فيها نظر عن الشاميين وغيرهم ، فأما أن يكون على اليقطيني فيها حمل من جهته فلا.
حدّثني أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه. قال : توفي اليقطيني في يوم الأربعاء ، ودفن في يوم الخميس الرابع عشر من شهر ربيع الآخر سنة سبع وستين وثلاثمائة.
__________________
(١) ٦٤٣ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٢٥٨.
(٢) من هنا حتى آخر الترجمة سقط من المخطوط.