عن الأعمش عن أبي سفيان عن جابر. قال : جاء رجل يسأل النبي صلىاللهعليهوسلم : «أي الإسلام أفضل؟. قال : أن يسلم المسلمون من لسانك ويدك (١)».
قال لنا أبو بكر النعماني : ولدت في سنة تسع وأربعين وثلاثمائة ، ومات في ليلة الخميس الرابع من جمادى الآخرة سنة خمس وعشرين وأربعمائة. ودفن في صبيحة تلك الليلة بمقبرة باب الدير.
كان صاحبا لنا مختصّا بنا ، سمع منا الكثير من أبي عمر بن مهدي ، وأبي الحسين ابن المتيم ، وأبي الحسن بن الصلت الأهوازيّ. وكان قد سمع قبلنا من ابن الصلت المجبر ، وأبي أحمد الفرضي ، وغيرهما.
علّقت عنه أحاديث يسيرة. وكان صدوقا مستورا حافظا للقرآن. وتوفي وهو شاب ؛ وكانت وفاته في ليلة السبت السابع والعشرين من شهر رمضان سنة سبع وعشرين وأربعمائة ، ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير. وأحسبه لم يبلغ سنه الأربعين ، وكان الشيب كثيرا في لحيته.
قال الشيخ أبو بكر : رأيت أبا يعلى محمّد بن الحسن الكرجي في المنام بعد موته بنحو من سنة وهو على صورة حسنة ، وهيئة جميلة ، لابسا ثيابا بيضا ولحيته سوداء شديدة السواد ، فسلم علي. ثم قال لي ابتداء ، وهو مستبشر يكاد أن يضحك : إن الله تعالى غفر لي ذنوبي كلها. أو نحو هذا من القول. ومشى معي يحدثني حديثه قبل موته ، وأنا أظنه يريد أن يسوق الحديث إلى إعلامي ما لقيه في حال قبضه وبعد مفارقته الدّنيا. ثم انتبهت.
قدم علينا من الأهواز ، وسكن بين السورين ، وخرج له أبو الحسن النعيمي أجزاء من حديثه ، وسمع منه شيخنا أبو بكر البرقانيّ. وسمعنا منه. فحدّثنا عن محمّد
__________________
(١) انظر الحديث في : مسند أحمد ٢ / ١٦٠ ، ٣ / ٣٧٢ ، ٤ / ١١٤. والسنن الكبرى للبيهقي ١٠ / ٢٤٣. وشرح السنة ١ / ٣٠. وصحيح ابن حبان ١٥٨. وفتح الباري ١٠ / ٤٤٦. والترغيب والترهيب ٣ / ٣٧٩.
(٢) ٦٦٠ ـ انظر : ميزان الاعتدال ٣ / ٥١٦.