وأنا حاضر ـ وقد جرى ذكر أهل بغداد وكان يذمهم كثيرا ويثلبهم ـ : ما وقعت عيني في هذا البلد على أحد يستحق التفضيل ، أو أن يسمى برجل غير نفسين ؛ ولما ميزتهما علمت أنهما ليسا من أهل بغداد. قال أبي : فتشوفت لمعرفتهما ولم أسأله عنهما ، وبان له ذلك في وجهي فقال : أما أحدهما وأولاهما بالتفضيل ، فأبو الحسن ابن أم شيبان ، والآخر محمّد بن عمر ـ يعني العلويّ ـ وهما كوفيان.
قال محمّد بن أبي الفوارس : مات القاضي أبو الحسن ابن أم شيبان فجأة في جمادى الأولى سنة تسع وستين وثلاثمائة ، قال : ومولده سنة ست وتسعين وكان نبيلا سريّا فاضلا. وما رأينا مثله في معناه في الصدق.
ذكر لي عليّ بن المحسن : أن مولده كان في يوم عاشوراء من سنة أربع وتسعين ومائتين.
أخبرنا أحمد بن محمّد العتيقي ، حدّثنا أبو بكر محمّد بن صالح السّقطيّ المقرئ ـ إملاء في جامع المنصور ـ حدّثنا أبو بكر بن أبي زيد الفقيه ـ بمكة ـ حدّثنا محمّد بن يونس ، حدّثنا قريش وهو ابن أنس ، حدّثنا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان على حراء هو وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اثبت حراء فما عليك إلّا نبي وصديق وشهيدان» (٢).
سمع إسماعيل بن عليّ الخطبي ، كتبت عنه وكان صدوقا يسكن قريبا من دار إسحاق ، ويحكى عنه أنه كان يذهب إلى الاعتزال.
أخبرنا القاضي أبو الحسن محمّد بن صالح بن جعفر بن الرّازيّ ، أخبرنا إسماعيل ابن عليّ الخطبي ، حدّثنا محمّد بن العبّاس المؤدّب ، حدّثنا إبراهيم بن أبي اللّيث ، حدّثنا الأشجعي ، عن سفيان ، عن منصور ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن
__________________
(١) ٩٦٢ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩٠ في المطبوعة.
(٢) انظر الحديث في : سنن الترمذي ٢٧٥٧. وسنن ابن ماجة ١٣٤. ومسند أحمد ١ / ١٨٩ ، ٥ / ٣٤٦. والمستدرك ٣ / ٤٥١. وصحيح ابن حبان ٢٩١٨.
(٣) ٩٦٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٩١ في المطبوعة.