وحكى لي القاضي أبو العلاء الواسطيّ عنه أنه وضع كتابا في الحروف ونسبه إلى أبي حنيفة.
قال أبو العلاء فأخذت خط الدارقطنيّ وجماعة من أهل العلم كانوا في ذلك الوقت ، بأن ذلك الكتاب موضوع لا أصل له. فكبر عليه ذلك ، وخرج من بغداد إلى الجبل ، ثم بلغني بعد أن حاله اشتهرت عند أهل الجبل ، وسقطت هناك منزلته.
وقال لي القاضي أبو العلاء أيضا : كتبت عن أبي الفضل الخزاعيّ بواسط وذكر لي هو أن اسمه كميل ، ثم غيّر اسمه بعد وتسمى محمّدا.
حدّثني أبو القاسم الأزهري قال أنشدني أبو العبّاس محمّد بن جعفر بن عبد العزيز المتوكل الهاشميّ قال أنشدنا الصولي :
أيّها المستحل ظلمي وهجري |
|
لك طول البقاء قد مات صبري |
قال لي : لا أقل من صبر يوم |
|
بالقليل القليل ينفد عمري |
قال لي الأزهري : رأيت هذا الشيخ في دكّان سعيد الورّاق فأنشدني من حفظه أبياتا علقتها عنه ، وذكر لي أن عنده عن الصولي وغيره.
من أهل الكوفة ، قدم بغداد وحدّث بها عن محمّد بن الحسين الأشناني ، وعبيد الله بن ثابت الحريريّ ، وإسحاق بن محمّد بن مروان ، ومحمّد بن القاسم بن زكريّا المحاربي ، وأبي بكر بن دريد ، ونفطويه ، وأبي روق الهزّاني ، ومحمّد بن يحيى الصولي ، حدّثنا عنه محمّد بن عليّ بن مخلد الورّاق ، وأحمد بن عليّ بن التوزي ، وأبو القاسم الأزهري ، وأحمد بن عبد الواحد الوكيل وغيرهم.
وذكر لي الحسن بن عليّ بن عبد الله المقرئ ، وأبو يعلى أحمد بن عبد الواحد الوكيل أنهما سمعا منه ببغداد في سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة.
__________________
(١) ٥٨٣ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ٨٨. وإرشاد الأريب ٦ / ٤٦٧. وغاية النهاية ٢ / ١١١.
وشذرات الذهب ٣ / ١٦٤. وبغية الوعاة ٢٨. والأعلام ٦ / ٧١.