حدّثني أبو بكر محمّد بن يحيى بن إبراهيم المزكي النّيسابوري وأبو الوليد الحسن ابن محمّد الدربندي. قال : توفي أبو عبد الرّحمن السلمي في سنة اثنتي عشرة وأربعمائة. قال أبو الوليد : يوم الأحد الثالث من شعبان بنيسابور.
متوثي الأصل. سمع أبا إسماعيل بن محمّد الصّفّار ، ومحمّد بن يحيى بن عمر ابن عليّ بن حرب ، وأبا عمرو بن السّمّاك ، وأحمد بن سلمان النّجّاد ، وعبد الله بن جعفر بن درستويه ، وأبا الحسين بن ماتي الكوفيّ ، وجعفرا الخلدي ، وأبا سهل بن زياد ، ومحمّد بن الحسن النقاش ، وحمزة بن محمّد العقبي ، وأحمد بن عثمان بن الأدميّ ، في أمثالهم.
كتبنا عنه وكان ثقة. انتخب عليه محمّد بن أبي الفوارس ، وهبة الله بن الحسن الطّبريّ. وسألته عن مولده فقال : ولدت في شوال من سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة. وكان يسكن دار الفطن ، وتوفي عند انتصاف الليل من ليلة الاثنين الثالث من شهر رمضان سنة خمس عشرة وأربعمائة ، ودفن في صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب الدير. وكنت إذ ذاك غائبا في رحلتي إلى نيسابور.
حدّث عن أحمد بن جعفر بن مالك القطيعي ، ومخلد بن جعفر الدّقّاق ، وأبي الحسين الزينبي ، وعليّ بن محمّد بن لؤلؤ الورّاق ، وأبي بكر المفيد.
كتبت عنه وكان سماعه من ابن مالك ثابتا في الأصل الذي قرأت عليه منه. وأما رواياته عن الآخرين فكانت من فروع كتبها بخطه. وحدّثنا عن جماعة كثيرة لا تعرف ذكر أنه كتب عنهم في السفر ، وكان غير ثقة لا أشك أنه كان يركب الأحاديث ويضعها على من يرويها عنه ويختلق أسماء وأنسابا عجيبة لقوم حدّث عنهم ، وعندي عنه من تلك الأباطيل أشياء ، وكنت عرضت بعضها على هبة الله بن الحسن الطّبريّ فخرق كتابي بها. وجعل يعجب مني كيف أسمع منه.
__________________
(١) ٧١٨ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٦٩.
(٢) ٧١٩ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٥ / ١٨٧. وميزان الاعتدال ٣ / ٥٢٤.