ذلك لهم ، يا أيها الناس إن الله قد غفر لأهل بدر والحديبية ، يا أيها الناس لا تتبعون في أصحابي وأختاني وأصهاري ، يا أيها الناس لا يطلبنكم الله بمظلمة أحد منهم فإنها مما لا يوهب ، يا أيها الناس ارفعوا ألسنتكم عن المسلمين ، وإذا مات الرجل منهم فقولوا خيرا(١)».
روى أبو بكر بن أبي الدّنيا وغيره عن هذا الشيخ عن سيّار بن حاتم العتري ، إلا أنهم سموه محمّد بن الحارث ولم يذكروا في نسبه جعفرا ، ونحن نذكره في حرف الحاء إن شاء الله.
ولد بسر من رأى ، ويقال إن مولده كان على ما أنبأني إبراهيم بن مخلد قال أنبأنا إسماعيل بن عليّ قال محمّد المنتصر بالله مولده في ربيع الآخر سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
أخبرني بذلك عبد الواحد بن المهتدي بالله قال إسماعيل : استخلف المنتصر بالله في صبيحة الليلة التي قتل أبوه فيها ، وذلك يوم الأربعاء لأربع خلون من شوال سنة سبع وأربعين ومائتين ، وكان أبوه ولاه العهد بعده قبل إخوته المعتز والمؤيد ، فبويع له بعد قتل أبيه بالخلافة ، ثم توفي ليلة السبت لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين. ويقال توفي يوم الأحد لأربع خلون من ربيع الآخر وهو ابن ست وعشرين سنة ، وكانت خلافته ستة أشهر كاملة ، وكان قصيرا أسمر ضخم الهامة عظيم البطن جسيما على عينه اليمنى أثر وقع أصابه وهو صغير.
أخبرنا عبد العزيز بن عليّ الورّاق قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد المفيد قال نبأنا أبو بشر محمّد بن أحمد بن حمّاد الأنصاريّ المعروف بالدولابي قال أخبرني
__________________
(١) انظر الحديث في : المعجم الكبير للطبراني ٦ / ١٢٦. ولسان الميزان ٣ / ٤٢٤ ، ٤ / ٧١٩. وتاريخ ابن عساكر ٦ / ١٢٩.
(٢) ٥١٤ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١٢ / ١٥. وتاريخ ابن الأثير ٧ / ٣٢ ، ٣٦. والطبري ١١ / ٦٩ ـ ٨١. وتاريخ اليعقوبي ٣ / ٢١٧. والأغانى ٩ / ٣٠٠. وتاريخ الخميس ٢ / ٣٣٩. ومروج الذهب ٢ / ٣١١ ـ ٣١٩. وفوات الوفيات ٢ / ١٨٤. والأعلام ٦ / ٧٠.