حدّثنا عبد العزيز بن أبي الحسن قال : سمعت عليّ بن عبد الله بن جهضم الصّوفيّ ـ بمكة ـ يقول : حدّثنا الخالدي قال : قال جنيد : قال لي محمّد السمين : كنت في طريق الكوفة بقرب الصحراء التي ببريقيا ـ قال جنيد : وأحسب أنه قال ذلك في وقت الظهيرة ـ والطريق منقطع ، فرأيت على الطريق جملا قد سقط ومات ، ورأيت عليه سبعة أو ثمانية من السباع تتناهش وتحمل بعضها على بعض ، فلما أن رأيتهم كأن نفسي اضطربت ـ وكانوا على قارعة الطريق ـ فقالت لي نفسي تميل يمينا أو شمالا. فأبيت عليها إلا أن آخذ على قارعة الطريق ، فحملتها على أن مشيت حتى وقفت عليهم بالقرب منهم كأحدهم ، ثم رجعت إلى نفسي لأنظر كيف هي! فإذا الروع معي قائم ، فأبيت أن أبرح وهذه صفتي ، فوضعت جنبي فنمت مضطجعا فتغشاني النوم ، فنمت وأنا على تلك الحالة والسباع في المكان على ذلك الذي كانوا عليه ، فمضى بي وقت وأنا نائم ثم استيقظت ، فإذا السباع قد تفرقت ولم يبق منها شيء ، وإذا الذي كنت أجده قد زال عني ، فقمت وأنا على تلك الهيئة فمشيت.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد الحيري ، أخبرنا محمّد بن الحسين النّيسابوري قال : سمعت محمّد بن الحسن البغداديّ يقول : سمعت محمّد بن عبد الله الفرغاني يقول : سمعت مؤملا المغازلي يقول : كنت أصحب محمّد السمين ، فسافرت معه حتى بلغت ما بين تكريت والموصل ، فبينا نحن في برية نسير إذ زأر السبع من قريب ، فجزعت وتغيرت وظهر ذلك على صفتي ، وهممت أبادر فضبطني وقال لي : يا مؤمل! التوكل هاهنا ليس في مسجد الجامع.
وهو أخو يزيد بن سنان الذي كان بمصر. سكن محمّد بغداد ، وحدّث بها عن : محمّد بن بكر البرساني ، وعمر بن يونس اليامي ، وأبي عاصم النبيل ، ووهب بن
__________________
(١) ٩٢٣ ـ هذه الترجمة برقم ٢٨٦٠ في المطبوعة.
انظر : تهذيب الكمال ٥٢٦٨ (٢٥ / ٣٢٣) تاريخ واسط : ٦٨ ، الجرح والتعديل : ٧ / الترجمة ١٥١٧ ، وثقات ابن حبان : ٩ / ١٣٣ ، وضعفاء ابن الجوزي ، الورقة ١٤١ ، وسير أعلام النبلاء : ١٢ / ٥٥٤ ، وديوان الضعفاء ، الترجمة ٣٧٥٧ ، والمغني : ٢ / الترجمة ٥٦٠١ ، وميزان الاعتدال : ٣ / الترجمة ٧٦٥١ ، وتذهيب التهذيب : ٣ / الورقة ٢٠٩ ، ونهاية السئول ، الورقة ٣٣٠ ، وتهذيب التهذيب : ٩ / ٢٠٦ ، والتقريب : ٢ / ١٦٧ ، وخلاصة الخزرجي : ٢ / الترجمة ٦٢٨١.