وجاور بمكة ومات بها سنة إحدى وستين وثلاثمائة.
حدّث عن محمّد بن الفرج الأزرق ، ومحمّد بن غالب التمتام ، وإسماعيل بن إسحاق القاضي ، وإبراهيم الحربيّ ، ومحمّد بن سليمان الباغندي ، وأبي العبّاس الكديمي ، وغيرهم. انتخب عليه أبو الحسن الدّارقطنيّ. وحدّثنا عنه أبو الحسن بن رزقويه ، وعليّ بن محمّد بن عبد الله الحذّاء ، وعليّ بن أحمد الرّزّاز ، ومحمّد بن عمر ابن بكير النجار ، ومكي بن عليّ الحريريّ ، وأبو بكر البرقانيّ ، وعبيد الله بن عمر بن شاهين ، وأبو نعيم الأصبهانيّ.
وسألت أبا نعيم عنه. فقال : كان الدّارقطنيّ يقول لنا : اقتصروا من حديث أبي بحر على ما انتخبته حسب.
حدّثني عليّ بن محمّد بن نصر قال : سمعت حمزة السهمي يقول : سألت أبا الحسن الدّارقطنيّ عن محمّد بن الحسن بن كوثر أبي بحر البربهاري. فقال : كان له أصل صحيح وسماع صحيح ، وأصل رديء فحدّث بذا وبذاك فأفسده.
سمعت أبا الفتح محمّد بن أبي الفوارس. يقول : أبو بحر بن الكوثر شيخ فيه نظر.
حدّثنا أبو بكر البرقانيّ قال سمعت من أبي بحر بن كوثر وحضرت عنده يوما. فقال لنا ابن السرخسي : سأريكم أن الشيخ كذاب ، وقال لأبي بحر : أيها الشيخ ، فلان ابن فلان كان ينزل في الموضع الفلاني ، هل سمعت منه؟ فقال أبو بحر : نعم قد سمعت منه. قال أبو بكر [البرقانيّ (٢)] وكان بن السرخسي قد اختلق ما سأله عنه ولم يكن للمسألة أصل.
وقرأت على البرقانيّ حديثا عن أبي بحر فقال : خرّج عنه أبو الفتح بن أبي الفوارس في الصحيح. قلت له : وكذلك فعل أبو نعيم الأصبهانيّ. فقال ، أبو بكر ، ما يسوى أبو بكر عندي كعب. ثم سمعه ذكره مرة أخرى فقال : كان كذابا.
قال محمّد بن أبي الفوارس : مولد أبي بحر في سنة ست وستين ومائتين ، وكان مخلطا وله أصول جياد وله أشياء ردية ، ومات سنة اثنتين وستين وثلاثمائة.
__________________
(١) ٦٤٢ ـ انظر : المنتظم لابن الجوزي ١٤ / ٢١٩. وميزان الاعتدال ٣ / ٥١٩. والأنساب للسمعاني ٢ / ١٤٥. وسؤالات حمزة السهمي ١٠٤.
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.