سمعت أبا أحمد بن عدي الحافظ الجرجانيّ يقول سمعت عبد القدوس بن عبد الجبّار السّمرقندي يقول جاء محمّد بن إسماعيل إلى خرتنك ـ قرية من قري سمرقند ـ على فرسخين منها ، وكان له بها أقرباء فنزل عندهم ، قال : فسمعته ليلة من الليالي وقد فرغ من صلاة الليل يدعو ويقول في دعائه : اللهم إنه قد ضاقت عليّ الأرض بما رحبت فاقبضني إليك. قال : فما تم الشهر حتى قبضه الله تعالى إليه ، وقبره بخرتنك (١).
أخبرنا عليّ بن أبي أحمد الأصبهانيّ في كتابه قال نبأنا محمّد بن محمّد بن مكي الجرجانيّ قال سمعت عبد الواحد بن آدم الطواويسي قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم في النوم ومعه جماعة من أصحابه وهو واقف في موضع ـ ذكره ـ فسلّمت عليه فردّ السلام ، فقلت ما وقوفك يا رسول الله؟ فقال : أنتظر محمّد بن إسماعيل البخاريّ. فلما كان بعد أيام بلغني موته ، فنظرنا فإذا هو قد مات في الساعة التي رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم فيها (٢).
أخبرني أبو الوليد الدّربندي قال أنبأنا محمّد بن أحمد بن محمّد بن سليمان الحافظ قال نبأنا أبو عمر أحمد بن محمّد بن المقرئ ، وأبو عبيد أحمد بن عروة بن أحمد بن إبراهيم قالا : سمعنا أبا الحسن مهيب بن سليم بن مجاهد يقول توفّي أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل بن إبراهيم ليلة السبت ليلة الفطر سنة ست وخمسين ومائتين (٣).
واسم أبي العتاهية إسماعيل بن القاسم ، وكنية محمّد أبو عبد الله ، ويلقّب عتاهية ، وكان شاعرا أيضا ، حذا طريقة أبيه في القول في الزهد ، وحدّث عن هشام بن محمّد الكلبي. روى عنه أحمد بن أبي خيثمة ، وأبو بكر بن أبي الدّنيا ، وأبو العبّاس المبرد ، وإبراهيم بن إسحاق الحربيّ.
قرأت في كتاب أبي عبد الله المرزبانيّ بخطه : وحدّثنيه عليّ بن أبي علي البصريّ عنه ،
__________________
(١) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٦.
(٢) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٦ ، ٤٦٧.
(٣) ـ انظر : تهذيب الكمال ٢٤ / ٤٦٧.
(٤) ٤٢٥ ـ انظر : المنتظم ، لابن الجوزي ١١ / ٣٢٦.