ومعمول ، وقوله : كنحو ما يجيء في الشعر من قولهم : والحوادث جمة ، فالذي نحفظه أن مجيء الحوادث جمة إنما هو بين مفتقرين نحو قوله :
وقد أدركتني والحوادث جمة |
|
أسنة قوم لا ضعاف ولا عزل |
ونحو قال الآخر :
ألا هل أتاها والحوادث جمة |
|
بأن امرأ القيس بن تملك بيقرا |
ولا نحفظه جاء آخر كلام.
(وَلِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ) لما تقدم ذكر عامل السوء وعامل الصالحات ، أخبر بعظيم ملكه. وملكه بجميع ما في السموات ، وما في الأرض ، والعالم مملوك له ، وعلى المملوك طاعة مالكه. ومناسبة هذه الآية لما قبلها ظاهرة لما ذكرناه ، ولما تقدم ذكر الخلة ، فذكر أنه مع الخلة عبد الله ، وأن الخلة ليست لاحتياج ، وإنما هي خلة تشريف منه تعالى لابراهيم عليهالسلام مع بقائه على العبودية.
(وَكانَ اللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطاً) أي : عالما بكل شيء من الجزئيات والكليات ، فهو يجازيهم على أعمالهم خيرها وشرها ، قليلها وكثيرها.
وقد تضمنت هذه الآيات أنواعا من الفصاحة والبلاغة والبيان والبديع. منها التجنيس المغاير في : فقد ضل ضلالا ، وفي : فقد خسر خسرانا ، وفي : ومن أحسن وهو محسن. والتكرار في : لا يغفر ويغفر ، وفي : يشرك ومن يشرك ، وفي : لآمرنهم ، وفي : اسم الشيطان ، وفي : يعدهم وما يعدهم ، وفي : الجلالة في مواضع ، وفي : بأمانيكم ولا أماني ، وفي : من يعمل ومن يعمل ، وفي : ابراهيم. والطباق المعنوي في : ومن يشاقق والهدى ، وفي : أن يشرك به ولمن يشاء يعني المؤمن ، وفي : سواء والصالحات. والاختصاص في : بصدقة أو معروف أو إصلاح ، وفي : وهو مؤمن ، وملة ابراهيم ، وفي : ما في السموات وما في الأرض. والمقابلة في : من ذكر أو أنثى. والتأكيد بالمصدر في : وعد الله حقا. والاستعارة في : وجهه لله عبر به عن القصد أو الجهة وفي : محيطا عبر به عن العلم بالشيء من جميع جهاته. والحذف في عدة مواضع.
وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّساءِ قُلِ اللهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَما يُتْلى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتابِ فِي يَتامَى النِّساءِ اللاَّتِي لا تُؤْتُونَهُنَّ ما كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ