يكون عليهم حملة (١) كبيرة من عدو كبير أن يسودوا الناقة. ولم تزل تذهب من قبيلة إلى أخرى. ومكاتيب الدريعي أيضا متواصلة إلى القبائل. وصار الوعد والاجتماع على عاصي حماة لأجل استقاء الماء. وصارت القبائل تتوارد علينا من كل الجهات ، المتحدة معنا وغيرها حتى اجتمع عندنا نحو ثلاثين قبيلة عرب ، جميعها في نزل واحد ، ورابطة أطناب البيوت بعضها ١ / ٨٩ إلى بعض وصائرة مثل القلعة أمام العاصي ، وجاعلة العاصي والبلاد وراءها ، / ومتصدية للعدو.
ومن الطرف الثاني الوزير ، فإنه قد أرسل جيشا (٢) بكامل لوازمه من مدافع وزنبلاك (٣) وجبخانه (٤) وخيم ، ورأس عليه ابن أخته إبراهيم باشا ، باشا بتوخين (٥) صاري عسكر. ووجه بالجيش إلى حماة وكان عدده نحو ستة آلاف مقاتل : دالاتية وهوارة (٦) ومغاربة وأرناؤوط. فدخل الجيش إلى حماة وأقام بها إلى أن يحضر الاسعاف من وزير عكا سليمان باشا ، لأن والي الشام كان أرسل استنجده. فبعد قليل صارت العساكر ترد من عكا وما يليها حتى حضر علي بك الأسعد. وأرسل البرير (؟) أيضا عساكر حتى اجتمع في حماة ، الجيش مع عساكر البلد ، نحو أربعة عشر آلف عسكري.
وأما الوهابي فإن أخباره كانت تقرب حتى علمنا أنه وصل إلى تدمر ، وهرب (٧) أهالي تدمر والقريتين وسائر الضيع التي أمامه ، فأرسل إبراهيم باشا ومتسلم حماة وكامل الضباط إلى الدريعي يرجون نزوله إلى حماة لأجل المشورة بلوازم الحرب وتدبير هذه الأمور. فاضطر أن ينزل إلى حماة ونزلت أنا الفقير معه. وصار الديوان عند الباشا ودبروا كل شيء يجب تدبيره. وآخر تدبير كان رأي الباشا أن الجيش العثماني يكون مختلطا بنا ، فوافق الدريعي على ذلك واعتمد عليه. ثم حضر الدريعي من الديوان وأعلمني بجميع ما تقرر من الأمور والتدابير. فرأيت كل شيء مناسبا إلا مسألة واحدة ليست مناسبة ويحصل لنا منها
__________________
(١) «ركبة».
(٢) «أرضي».
(٣) كذا ولعله يريد زنبرك أو زنبلكات.
(٤) قنابل وصناديق بارود.
(٥) من التركية : طوخ ، أي ذنب الفرس ، وباشا بطوخين أعلى مرتبة من باشا بطوخ واحد.
(٦) هوّاري جمعها هوّارة : جنود غير نظامية.
(٧) «وهجّت».