بشيء فإني أقدم للجيش (١) جميع ما يلزم ، وإذا اقتضى الأمر فإني أرسل من عندي أناسا وجمالا وذخائر لملاقات الجيش (٢). فأنا معكم على كل ما تريدونه من العمل. ثم قرأنا ورقة الشروط ، فسرّ منها جدا. ولكنه ما وضع اسمه ولا ختمه بها ، بل عمل لنا ورقة ثانية خاصة به ١ / ١٠١ لنا ، ووضع اسمه وختمه بها وكانت بهذه الألفاظ / :
بسم الله الرحمن الرحيم ، أقول أنا سعد بن بدر بن عبد الله بن بركات بن علي البخاري رضياللهعنه ، هو أني قد رهنت لساني بقول ثابت لدى حافظين هذه الورقة ، بأن أكون موافقا لهم ومتحدا معهم وقابلا بشروطهم المرقومة في ورقة عمومية غير هذه ، وأكون مساعدا ومعينا لهم في جميع ما يريدونه ويبغونه ، وأكون حافظا لسرهم وعدوا لعدوهم وصاحبا لصاحبهم. وقد أعطيت هذه الورقة حتى يكونوا مطمأنين من طرفي ، ومتأكدين من كلامي ، والسلام على سيدنا ومولانا الأعظم ، فحل الرجال ، الإمام الغالب علي بن أبي طالب رضياللهعنه والسلام. ثم وضع توقيعه وختمه ودفعها لنا.
فأقمنا مع بعضنا ستة أيام بإكرام زائد ، ونحن دائما معه ومع كبار قومه في حديث ومحبة ودعوات. النتيجة حصل لنا منه جبران خاطر عظيم. وأما بخصوص طباعهم فهي تختلف عن مزايا عربنا ، وذلك حاصل من اختلاف المناخ والمياه. ومن ذلك ، على سبيل المثال ، إن أكلهم أقل من عرب ديرتنا ، وطباعهم ألين من طباع عربنا. وأما من حيث الشجاعة والفروسية والخيولية (٣) فإن عربنا أنشط منهم. وأما من حيث الكرم ، فإن عربنا ، على وجه العموم ، أكرم منهم ، ولكنهم أكثر طمعا منهم. إذ ليس عند رجالهم طمع على الإطلاق. وأما تعاملهم مع أهالي بلادهم فهو قليل جدا ، لأنهم يحبون أن يتجنبوا المدن ، ويرغبون عن معاشرة أبناء البلاد. وأما سلاحهم فالرمح والسيف والكلنك (٤) الحديد والترس مثل عربنا ، غير أن بارودهم بقداحات وليس بفتيل مثل عربنا وعرب الوهابي.
ثم ودعناهم وصافحنا جميع الأكابر ، وتواعدنا أننا عن قريب إن شاء الله سوف نرى بعضنا ، ورجعنا إلى بيوتنا. وإذا بالأمير سعد يرسل رأسي خيل عظيمين ، مع عبدين ، كل واحد منهما يجر فرسا ، والخيل والعبيد هدية للدريعي. فوجب على المذكور أن يعود عنده
__________________
(١) «الأرضي».
(٢) «الأرضي».
(٣) يريد ركوب الخيل أو الفروسية.
(٤) الكلنك ويقال أيضا الكرنك سلاح يشبه المطرقة من جهة ومعكوف من الجهة الأخرى.