وبه فسره (١) في الدروس ، ويطلق (٢) على عد خمسة من هلال الماضي (٣) ، وجعل الخامس أو الحاضر (٤) ، وعلى (٥) عد شهر تاما ، وآخر ناقصا مطلقا ، وعلى عد تسعة وخمسين من هلال رجب (٦) ، وعلى عد كل شهر ثلاثين (٧). والكل لا عبرة به. نعم اعتبره بالمعنى الثاني (٨) جماعة منهم المصنف في الدروس مع غمة الشهور كلها مقيدا بعد ستة في الكبيسية وهو موافق للعادة وبه روايات ، ولا بأس به.
أما لو غم شهر وشهران خاصة ، فعدهما ثلاثين أقوى (٩) وفيما زاد نظر. من
______________________________________________________
(١) أي وبالعدد فسّر المصنف الجدول.
(٢) أي العدد.
(٣) أي شهر رمضان الماضي.
(٤) المحكي عن عجائب المخلوقات للقزويني أنه قد امتحنوا ذلك خمسين سنة فكان صحيحا ، وبه أخبار منها : خبر الزعفراني (قلت لأبي عبد الله عليهالسلام (إن السماء تطبق علينا بالعراق اليوم واليومين ، فأي يوم نصوم؟ قال عليهالسلام : انظروا اليوم الذي صمت من السنة الماضية فعدّ منه خمسة أيّام ، وصم اليوم الخامس) (١) ، وهي ضعيفة السند فالترجيح لأخبار الرؤية ، نعم ذكر بعضهم أن اعتبار الخامس إنما يتم في غير السنة الكبيسية ، وأما فيها يكون يوم السادس ، وهو مروي في بعض الأخبار (٢).
(٥) أي ويطلق العدد على عدّ شهر تاما وآخر ناقصا من غير تقييد بجعل مبدأ التمام محرم الحرام ، ويطلق العدد على عدّ شعبان ناقصا أبدا وشهر رمضان تاما ، ومال إليه المفيد وإليه ذهب الصدوق لأخبار تمامية شهر رمضان التي تقدم بعضها ، وقد عرفت أن العمدة على أخبار الرؤية.
(٦) كما في مرفوع ابن أبي خالد عن أبي عبد الله عليهالسلام (إذا صح هلال رجب فعدّ تسعة وخمسين يوما ، وصم يوم الستين) (٣) ، وهو ضعيف السند فلا يصلح لمعارضة أخبار الرؤية.
(٧) وهذا مما يكذبه الوجدان.
(٨) أي صوم الخامس من هلال شهر رمضان الماضي ؛ وقد تقدم الكلام فيه.
(٩) لأن الأصل عدم تحقق الشهر إلا بمضي ثلاثين يوما ، هذا في الشهر أو الشهرين ، وأما ما زاد فلا يعقل جريان الأصل ـ وهو الثلاثون لكل شهر ـ للقطع بخلاف العادة ، وبأن السنة أياما معدودة فلا بدّ من النقيصة في شهورها ، ولذا عمل جماعة منهم العلامة والشهيد في الدروس به برواية الخمسة من هلال الماضي ، ومنه تعرف ضعف ما ذهب
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب أحكام شهر رمضان حديث ٣ و ٢.
(٣) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب أحكام شهر رمضان حديث ٧.