إلى منزله (١) ، ويحتمل إلى بلده مع عدم سعتها جدا ، وإلا فمحلته. ويمتاز هذا النوع عن قسيميه (أنه يقدم عمرته على حجه ناويا بها التمتع) (٢) ، بخلاف عمرتيهما فإنها مفردة بنيّة (٣).
(وقران وإفراد) ويشتركان في تأخير العمرة عن الحج وجملة الأفعال (٤) وينفرد القران (٥) بالتخيير في عقد إحرامه بين الهدي والتلبية ، والإفراد بها وقيل القران : أن يقرن بين الحج والعمرة بنية واحدة ، فلا يحل إلا بتمام أفعالهما مع
______________________________________________________
ـ بعض الأصحاب كالشيخ في المبسوط والعلامة في التحرير التقدير من المسجد ، لأن السؤال في خبري زرارة عن المراد من حاضري المسجد الحرام ، فلا بد أن يكون التقدير منه ، وفيه : إن الجواب صريح في كون التحديد من مكة لا من المسجد.
(١) لانصراف اخبار التقدير ، مع أن دعوى انصرافها إلى المحلة أو البلد مع عدم اتساعها ليس ببعيد ، لأن المدار على الفهم العرفي الذي يعتبر التحديد من آخر البلد ذهابا وعودا.
(٢) قال في المسالك : (قد تكرر ذكر النية هنا في كلامهم ، وظاهرهم أن المراد بها فيه الحج بجملته ، وفي وجوبها نظر) ووجه النظر ما أشار إليه في المدارك (ومقتضاه أنه يجب الجمع بين هذه النية وبين نية كل فعل من أفعال الحج على حدة ، وهو غير واضح).
ولكن يشهد لاعتبار نية عمرة التمتع المتوقفة على نية حج التمتع صحيح البزنطي (قلت لأبي الحسن علي بن موسى عليهالسلام : كيف أصنع إذا أردت التمتع ، فقال عليهالسلام : لبّ بالحج وانو المتعة) (١) ، وصحيحه الآخر عن أبي الحسن عليهالسلام (سألته عن رجل متمتع كيف يصنع؟ قال : ينوي العمرة ، ويحرم بالحج) (٢) ومثلهما غيرهما.
(٣) أي بنية لا يضاف إليها الحج ، وتقديم العمرة على حج التمتع بلا خلاف فيه للأخبار الكثيرة.
منها : صحيح زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام (قلت له : كيف أتمتع؟ قال : تأتي الوقت فتلبي ـ إلى أن قال ـ وليس لك أن تخرج من مكة حتى تحج) (٣) وظهوره في كون العمرة قبل الحج واضح ، وأما عمرة القارن والمفرد فهي بنية العمرة فقط كما تقدم وهي متأخرة عن حجهما كما سيأتي.
(٤) أي جملة من أفعال الحج كما سيأتي ، ويمكن أن يكون المراد من العبارة ومجموع أفعال الحج بالجملة.
(٥) اعلم أن أفعال القارن وشروطه كالمفرد إلا أن القارن يتخير في إحرامه بين التلبية وبين ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٢٢ ـ من أبواب الإحرام حديث ٤ و ١.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢٢ ـ من أبواب أقسام الحج حديث ١.