عن النفر (١) مع عدم إمكان تأخير العمرة إلى أن تطهر وخوف عدو بعده ، وفوت الصحبة كذلك (ولا يقع) وفي نسخة لا يصح (الإحرام بالحج) بجميع أنواعه (أو عمرة التمتع إلا في) أشهر الحج (٢) (شوال وذي القعدة وذي الحجة) (٣) على وجه يدرك
______________________________________________________
ـ عدم إمكان تأخير العمرة إلى أن تطهر ، أو خوف عدو بعد النفر بحيث يمنع من الإتيان بالعمرة ، أو خوف الرفقة والصحبة بعد النفر بحيث يكون الإتيان بالعمرة موجبا للعسر والحرج الشديدين ففي هذه الموارد يجوز العدول إلى المتمتع ابتداء.
(١) أي النفر من منى.
(٢) فهو مما لا خلاف فيه ، أما بالنسبة للحج : للأخبار :
منها : خبر زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ) : شوال وذو القعدة وذو الحجة ، ليس لأحد أن يحرم بالحج فيما سواهن) (١) ، وأما بالنسبة لعمرة التمتع فللأخبار أيضا :
منها : صحيح عمر بن يزيد عن أبي عبد الله عليهالسلام (ليس يكون متعة إلا في أشهر الحج) (٢).
(٣) اختلف الأصحاب في أشهر الحج فعن الشيخ في النهاية وابن الجنيد أنها هي شوال وذو القعدة وذو الحجة ، وعن المرتضى وسلار وابن أبي عقيل أنها شوال وذو القعدة وعشر من ذي الحجة ، وعن الشيخ في الجمل وابن البراج إلى تسعة من ذي الحجة ، وعن الشيخ في المبسوط والخلاف إلى طلوع الفجر من يوم النحر ، وعن ابن إدريس إلى طلوع الشمس من يوم النحر فدليل الأول ظاهر الآية (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومٰاتٌ) (٣) فإن الشهر طاهر في تمامه ، وللأخبار :
منها : خبر زرارة المتقدم ، ودليل بقية الأقوال أنه لإدراك أركان الحج ولو اضطرارا ، ولذا يكون النزاع بينهم لفظيا ، وقال العلامة في المنتهى : (وليس يتعلق بهذا الاختلاف حكم) ، وقال في المختلف : (التحقيق أن هذا نزاع لفظي ، فإنهم إن أرادوا بأشهر الحج ما يفوت الحج بفواته فليس كمال ذي الحجة من أشهره ، لما يأتي من فوات الحج دونه على ما يأتي تحقيقه ، وإن أرادوا ما يقع فيه أفعال الحج فهي ثلاثة كملا ، لأن باقي المناسك يقع في كمال ذي الحجة فقد ظهر أن النزاع لفظي). ومعناه : أنه لا خلاف في وقوع بعض أفعال الحج كالطوافين والسعي والرمي في ذي الحجة بأسره ، ولا خلاف في أن الحج يفوت إن شاء احرام الحج لو لم يتمكن من إدراك المشعر قبل زوال يوم النحر.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ١١ ـ من أبواب أقسام الحج حديث ٥.
(٢) الوسائل الباب ـ ١٥ ـ من أبواب أقسام الحج حديث ١.
(٣) سورة البقرة الآية : ١٩٧.