السلام بالكسر وهي الحجارة بمعنى مس السلام (١) ، أو من السلام وهو التحية ، وقيل : بالهمز من اللأمة وهي الدرع ، كأنه اتخذه جنة وسلاحا ، (وتقبيله) مع الإمكان ، وإلا استلمه بيده ، ثم قبّلها (أو الإشارة إليه) إن تعذر ، وليكن ذلك في كل شوط ، وأقله الفتح والختم (٢).
______________________________________________________
التعظيم والتبرك والتحبب من الجميع ، ويمكن أن يراد به الاعتناق والالتزام ، لأنه تناول له بجميع البدن وتلبس والتئام به ، وعلى كل حال فإن تعذر الاستلام بالجميع فببعضه كما نص عليه الفاضل أيضا ، بل هو المحكي عن المبسوط والخلاف أيضا ، بل في الأخير منهما الاجماع عليه ، خلافا للشافعي فلم يجتز بما تيسر من بدنه) انتهى.
ثم إذا استلمه بيده فيستحب تقبيل اليد لمناسبته للتعظيم والتبرك والتحبب ، لخبر الكاهلي عن أبي عبد الله عليهالسلام (طاف رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم على ناقته العضباء ، وجعل يستلم الأركان بمحجته ويقبّل المحجن) (١) ، وعن سلّار وجوب استلام الحجر والتقبيل ، ولكن في المراسم ـ كما في الجواهر ـ وجوب لثم الحجر فقط ، أخذا بظاهر الأمر في هذه النصوص ، ولكنه محمول على الاستحباب لطائفة من الأخبار ، منها : صحيح سيف التمّار عن أبي عبد الله عليهالسلام (قال له : أتيت الحجر الأسود فوجدت عليه زحاما فلم ألق إلا رجلا من أصحابنا فسألته فقال : لا بد من استلامه ، فقال عليهالسلام : إن وجدته خاليا ، وإلا فسلم من بعيد) (٢) ، وصحيح يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليهالسلام (إني لا أخلص الى الحجر الأسود ، فقال عليهالسلام : إذا طفت طواف الفريضة فلا يضرك) (٣) ، وصحيح معاوية بن عمار (قال أبو بصير لأبي عبد الله عليهالسلام : إن أهل مكة أنكروا عليك أنك لم تقبّل الحجر ، وقد قبّله رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا انتهى إلى الحجر يفرجون له ، وأنا لا يفرجون لي) (٤).
(١) نقل العلامة في التذكرة عن السيد المرتضى (الاستلام بغير همز افتعال من السلام ، وهي الحجارة ، فإذا مس الحجر بيده أو مسحه بها قيل استلم ، أي مس السلام بيده ، وقيل : إنه مأخوذ من السلام ، بمعنى أنه يحيي نفسه عن الحجر ، إذ ليس الحجر ممن يجيبه ، وهذا كما يقال اختدم إذا لم يكن له خادم سوى نفسه) ، ونقل في التذكرة عن تغلب (أنه حكى في الاستلام الهمز ، وفسره بأنه اتخذه جنّة وسلاحا ، من اللامة وهي الدرع).
(٢) أي افتتاح الشوط الأول واختتام الشوط الأخير ، لصحيح معاوية بن عمار عن أبي ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٨١ ـ من أبواب الطواف حديث ١.
(٢ و ٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ١٦ ـ من أبواب الطواف حديث ٤ و ٦ و ١١.