ليستوعب سلوك المسافة التي بينهما في كل شوط.
(والبدأة بالصفا ، والختم بالمروة (١) ، فهذا شوط ، وعوده) من المروة إلى الصفا
______________________________________________________
ـ عرفا وعادة لا يخلو من قوة كما اختاره بعض المعاصرين ، لما ذكره من أن المفهوم من الأخبار أن الأمر أوسع من ذلك ، فإن السعي على الإبل الذي دلت عليه الأخبار ، وأن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يسعى على ناقته لا يتفق فيه هذا التضييق من جعل عقبه ملصقة بالصفا في الابتداء ، وأصابعه يلصقها بالمروة وموضع العقب بعد العود ، فضلا عن ركوب الدرج ـ وهذا تعريض بمن أوجب صعود الصفا من باب المقدمة ـ بل يكفي فيه الأمر العرفي ولكن الأحوط ما ذكروه) انتهى.
(١) بلا خلاف ، للأخبار منها : صحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (ثم طف بينهما سبعة أشواط تبدأ بالصفا وتختم بالمروة ، ثم قصّر) (١) ، وصحيحه الآخر عنه عليهالسلام (من بدأ بالمروة قبل الصفا فليطرح ما سعى ويبدأ بالصفا قبل المروة) (٢) ، وخبر علي بن أبي حمزة عن أبي عبد الله عليهالسلام (عن رجل بدأ بالمروة قبل الصفا ، قال : يعيد ألا ترى أنه لو بدأ بشماله قبل يمينه في الوضوء أراد أن يعيد الوضوء) (٣) ، وخبر علي الصائغ عن أبي عبد الله عليهالسلام مثله إلا أن في الأخير (يعيد ألا ترى أنه لو بدأ بشماله قبل يمينه كان عليه أن يبدأ بيمينه ثم يعيد على شماله) (٤) ، هذا بالنسبة لسبعة أشواط الواجبة في السعي ، وأما بالنسبة للشوط فالابتداء بالصفا والانتهاء بالمروة شوط أول والرجوع إلى الصفا شوط ثان وهكذا إلى السابع بلا خلاف فيه ، ويدل عليه أخبار منها : صحيح هشام بن سالم (سعيت بين الصفا والمروة أنا وعبيد الله بن راشد فقلت له : تحفظ عليّ ، فجعل يعدّ ذاهبا وجائيا شوطا واحدا ، فبلغ بنا ذلك ، فقلت له : كيف تعدّ؟ قال : ذاهبا وجائيا شوطا واحدا فأتممنا أربعة عشر شوطا ، فذكرنا لأبي عبد الله عليهالسلام فقال : قد زادوا على ما عليهم ، ليس عليهم شيء) (٥).
هذا ويجب السعي في الطريق المعهود بين الصفا والمروة فلو اقتحم المسجد الحرام ثم خرج من باب آخر لم يجز ، وكذا لو اقتحم سوق الليل كما في الدروس ، ويجب في السعي التوجه بالبدن على نحو المتعارف نحو المطلوب فلو مشى القهقرى لم يجز لأنه على خلاف المعهود فلا يتحقق به الامتثال ، وأما الالتفات بالوجه فلا يضر قطعا كما عن المدارك.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٦ ـ من أبواب السعي حديث ١.
(٢ و ٣ و ٤) الوسائل الباب ـ ١٠ ـ من أبواب السعي حديث ١ و ٤ و ٥.
(٥) الوسائل الباب ـ ١١ ـ من أبواب السعي حديث ١.