وقرض ، وغيرها (بعده) أي بعد السعي (بمسماه) وهو ما يصدق عليه أنه أخذ من شعر ، أو ظفر ، وإنما يجب التقصير متعينا (إذا كان سعي العمرة) أما في غيرها (١) فيتخير بينه وبين الحلق (من الشعر) متعلق بالتقصير ، ولا فرق فيه بين
______________________________________________________
ـ (جعلت فداك إني لما قضيت نسكي للعمرة أتيت أهلي ولم أقصّر ، قال عليهالسلام : عليك بدنة ، قلت : إني لما أردت ذلك منها ولم يكن قصّرت امتنعت ، فلما غلبتها قرضت بعض شعرها بأسنانها ، فقال عليهالسلام : رحمها الله كانت أفقه منك ، عليك بدنة وليس عليها شيء) (١) ، ولا حدّ للمقصوص من الشعر لظاهر الأخبار ومنه تعرف ضعف ما عن المبسوط من اشتراط كون المقطوع جماعة من الشعر ، وما عن المنتهى من كون أقله ثلاث شعرات ناسبا له إلى اختيار علمائنا وما عن ابن الجنيد أنه لا يجزي ما دون القبضة في النساء ، وقال في المدارك (لم نقف على مأخذه) نعم يستحب أن يكون بمقدار الأنملة لمرسل ابن أبي عمير عن أبي عبد الله عليهالسلام (تقصر المرأة من شعرها لعمرتها مقدار الأنملة) (٢) ، والتقصير كما يتحقق بإزالة الشعر يتحقق بالأخذ من الظفر ، لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (سألته عن متمتع قرض أظفاره وأخذ من شعره بمشقص قال : لا بأس ليس كل أحد يجد جلما) (٣) ، وفي صحيح سعيد الأعرج عن أبي عبد الله عليهالسلام (ـ في حديث ـ فإن لم يكن عليهن ذبح فليأخذن من شعورهن أو يقصرن ـ من أظفارهن) (٤) ، والأولى الجمع بينهما لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (ثم قصّر من رأسك من جوانبه ولحيتك وخذ من شاربك ، وقلّم أظفارك ، وابق منها لحجك ، فإذا فعلت ذلك فقد أحللت من كل شيء يحل منه المحرم وأحرمت منه) (٥).
(١) كالمعتمر عمرة مفردة وكالحاج فهو مخيّر بين التقصير والحلق ، والحلق أفضل خصوصا للصرورة ومن لبّد شعره على ما هو المشهور على ما في المدارك لظاهر قوله تعالى (مُحَلِّقِينَ رُؤُسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ) (٦) ، وصحيح حريز عن أبي عبد الله عليهالسلام (قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم الحديبية : اللهم اغفر للمحلّقين مرتين ، قيل : وللمقصرين يا رسول الله ، قال : وللمقصرين) (٧) ، والدعاء مرتين دال على أفضلية الحلق. ـ
__________________
(١ و ٢) الوسائل الباب ـ ٣ ـ من أبواب التقصير حديث ٢ و ٣.
(٣) الوسائل الباب ـ ٢ ـ من أبواب التقصير حديث ١.
(٤) الوسائل الباب ـ ١٧ ـ من أبواب الوقوف بالمشعر حديث ٢.
(٥) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب التقصير حديث ١.
(٦) سورة الفتح الآية : ٢٧.
(٧) الوسائل الباب ـ ٧ ـ من أبواب الحلق والتقصير حديث ٦.