الجار متعلق بالثلاثة على وجه التنازع (١) ، وفي رواية ويبعر في سواد (٢) ، إما بكون هذه المواضع وهي العين والقوائم والبطن والمبعر سودا ، أو بكونه ذا ظل عظيم لسمنه ، وعظم جثته بحيث ينظر فيه ويبرك ويمشي مجازا في السمن ، أو بكونه رعى ومشى ونظر وبرك وبعر في السواد ، وهو الخضرة والمرعى زمانا طويلا فسمن لذلك قيل : والتفسيرات الثلاثة مروية. عن أهل البيت عليهالسلام (إناثا من الإبل والبقر ذكرانا من الغنم) (٣) وأفضله الكبش (٤) والتيس (٥) من الضأن
______________________________________________________
ـ وهذه النصوص الواردة لم تذكر البروك في سواد ، ولذا قال في الجواهر : (ولكن الجميع كما ترى لم يذكر فيها البروك في السواد ، ولعله لذا قال في كشف الرموز لم اظفر بنص فيه ، ولكن عن المبسوط والتذكرة والمنتهى إنه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمر بكبش أقرن يطأ في سواد وينظر في سواد ويبرك في سواد ، فأتي به فضحى به) انتهى.
هذا واختلف الأصحاب في تفسير الأكل في سواد والنظر في سواد والبروك في سواد ، فعن ابن إدريس أن هذه المواضع من الكبش سوداء ، وعن العلامة في المختلف والمقداد في التنقيح والمحقق في الشرائع أنه من عظمة الكبش فينظر في شحمه ويمشي في فيئه ويبرك في ظل شحمه ، وعن الشهيد في الدروس والشارح في المسالك أن يكون المراد من السواد كناية عن المرعى والمنبت ، والمعنى أن يكون الهدي رعى ومشى ونظر وبرك في الخضرة والمرعى فسمن لذلك ، ونقل الشهيد الأول في الدروس عن القطب الراوندي أنه قال (إن التفسيرات الثلاثة مروية عن أهل البيت عليهمالسلام ، ولا يخفى إن هذه الأمور الثلاثة على الوصف الثاني والثالث تكون مبالغة في زيادة السمنة ، وعلى الوصف الأول فتكون أوصافا قائمة برأسها.
(١) أي قوله (في سواد) متعلق بقوله (ينظر ويمشي ويبرك) بناء على تنازع العوامل الثلاثة على معمول واحد.
(٢) كما في الصحيح الآخر لمحمد بن مسلم.
(٣) لصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (أفضل البدن ذوات الأرحام من الإبل والبقر ، وقد تجزي الذكورة من البدن ، والضحايا من الغنم الفحولة) (١) ، ومثله غيره.
(٤) للأخبار المتقدمة خصوصا المتضمنة لهدي النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٥) لخبر معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام (ثم اشتر هديك إن كان من البدن أو من البقرة ، وإلا فاجعله كبشا سمينا فحلا ، فإن لم تجد كبشا فحلا فموجوءا من الضأن ، فإن لم
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٩ ـ من أبواب الذبح حديث ١.