استطاع إليها خاصة (١) ، إلا أن تكون عمرة تمتع فيشترط في وجوبها الاستطاعة لهما معا للارتباط كل منهما بالآخر ، وتجب أيضا بأسبابه الموجبة له (٢) لو اتفقت لها كالنذر وشبهه (٣) ، والاستئجار (٤) ، والافساد (٥) ، وتزيد عنه (٦) بفوات الحج بعد الإحرام (٧) ويشتركان أيضا في وجوب أحدهما تخييرا لدخول مكة (٨) لغير
______________________________________________________
ـ ، (١) وصحيح معاوية بن عمار عن أبي عبد الله عليهالسلام العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج على من استطاع ، لأن الله تعالى يقول : (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلّٰهِ) (٢) ، وصحيح زرارة عن أبي جعفر عليهالسلام (العمرة واجبة على الخلق بمنزلة الحج ، فإن الله تعالى يقول : وأتموا الحج والعمرة لله) (٣) ، ومثلها غيرها.
(١) بالنسبة للعمرة المفردة فتجب ، (لا يشترط في وجوب العمرة المفردة الاستطاعة للحج معها ، بل لو استطاع لها خاصة وجبت كما أنه لو استطاع للحج خاصة وجب ، وهو أشهر الأقوال في المسألة وأجودها ، إذ ليس فيما وصل إلينا من الروايات دلالة على ارتباطها بالحج ، بل ولا دلالة على اعتبار وقوعهما في السنة ، وإنما المستفاد منها وجوبهما خاصة ، وحكى الشارح قولا بأن كلا منهما لا يجب إلا مع الاستطاعة للآخر ، وفصّل ثالث فأوجب الحج مجردا عنها وشرط في وجوبها الاستطاعة للحج وهو مختار الدروس ، هذا في العمرة المفردة ، أما عمرة التمتع فلا ريب في توقف وجوبها على الاستطاعة لها وللحج ، لدخولها فيه ، وكونها بمنزلة الجزء منه ، وهو موضع وفاق).
(٢) أي بأسباب الحج الموجبة له.
(٣) لوجوب الوفاء بالنذر وأخويه.
(٤) لوجوب الوفاء بعقد الاجارة.
(٥) إذا أفسد عمرته بالنكاح قبل السعي ، وقد تقدم الكلام فيه.
(٦) أي عن الحج.
(٧) أي وتزيد العمرة عن الحج من ناحية وجوبها فيما لو تلبس بإحرام الحج ثم فاته الحج فلا بد من محلّل شرعي ، والمحلّل منحصر بالعمرة وقد تقدم البحث فيه أكثر من مرة.
(٨) لا خلاف في أنه لا يجوز لأحد أن يدخل مكة بغير إحرام عدا ما استثنى ، للأخبار ـ
__________________
(١) سورة البقرة الآة : ١٩٦.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب وجوب الحج حديث ٥.
(٣) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب العمرة حديث ٢.