واحدا كان) كابن ملجم ـ لعنه الله ـ ، (أو أكثر) (١) كأهل الجمل ، وصفين (ويجب قتاله) (٢) إذا ندب إليه الإمام (حتى يفيء) (٣) أي يرجع إلى طاعة الإمام ، (أو يقتل) ، وقتاله (كقتال الكفار) (٤) في وجوبه على الكفاية ، ووجوب الثبات له ،
______________________________________________________
ـ عن طاعة الإمام العادل.
(١) ذهب إليه العلامة وغيره للإطلاق ، وذهب الشيخ وابن إدريس وابن حمزة إلى أنه يعتبر فيهم الكثرة والمنعة بحيث لا يمكن تفريقهم أي بتجهيز الجيوش والقتال ، ويؤيده أن الآية ـ التي سيأتي التعرّض لها ـ عبّرت عنهم بالطائفة ، والطائفة لا تنطبق على الواحدة ، نعم يجري على الواحد حكم المحارب لأنه من أهل البغي.
(٢) بلا خلاف فيه ، لقوله تعالى (وَإِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا ، فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى الْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اللّٰهِ ، فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ، إِنَّ اللّٰهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (١) ، وللأخبار منها : خبر أبي البختري عن جعفر عن أبيه عن علي عليهمالسلام (القتل قتلان : قتل كفارة وقتل درجة ، والقتال قتالان : قتال الفئة الباغية حتى يفيئوا ، وقتال الفئة الكافرة حتى يسلموا) (٢) ، وخبر ابن المغيرة عن جعفر عن أبيه عليهماالسلام (ذكرت الحرورية عند علي عليه فقال : إن خرجوا على إمام عادل أو جماعة فقاتلوهم) (٣)، وخبر ابن شهرآشوب في مناقبه عن أبي جعفر عليهالسلام (أنه ذكر الذين حاربهم علي عليهالسلام فقال : أما إنهم أعظم جرما ممن حارب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، قيل له : وكيف ذلك يا ابن رسول الله؟ قال : أولئك كانوا أهل جاهلية ، وهؤلاء قرءوا القرآن وعرفوا أهل الفضل ، فأتوا ما أتوا بعد البصيرة) (٤).
(٣) لتقييده في آياته ، ولأن سبب قتاله بغيه ، فإن رجع عن بغيه ارتفع سبب قتاله.
(٤) للأخبار ، منها : خبر محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن جده (أن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : يا علي ، إن الله تعالى قد كتب على المؤمنين الجهاد في الفتنة من بعدي ، كما كتب عليهم الجهاد مع المشركين معي ، فقلت : يا رسول الله ، وما الفتنة التي كتب للنبإ فيها الجهاد؟ فقال : فتنة قوم يشهدون أن لا إله إلّا الله وأني رسول الله وهم مخالفون لسنّتي وطاعنون في ديني ، فقلت : فعلام نقاتلهم يا رسول الله وهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله؟ ـ
__________________
(١) الحجرات آية : ٩.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٢٦ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ١١ و ٣.
(٤) مستدرك الوسائل الباب ـ ٢٤ ـ من أبواب جهاد العدو حديث ٢.