بدر المواريث» (١).
وقال ابن أبي الحديد : «قال أبو عمر : آخى رسول الله «صلى الله عليه وآله» بينه وبين أبي الدرداء ، لما آخى بين المسلمين ، ولا يخفى ضعفه وغرابته» (٢).
ونقول :
إن لنا على ما تقدم ملاحظات نجملها فيما يلي :
أولا : قولهم : إن المؤاخاة قد انقطعت بعد بدر ، لا يصح ، كما تقدم ، فلا داعي لاستغراب هؤلاء ولا لإنكار ذلك.
ثانيا : قولهم : إن انقطاع المؤاخاة بعد بدر يلزمه عدم صحة مؤاخاة سلمان مع أحد من الناس ، لا يصح كذلك ؛ إذ لماذا لا يؤاخي قبل بدر بين سلمان وإن كان عبدا ، وبين رجل آخر حر؟!. هذا بالإضافة إلى ما سيأتي من أن سلمان قد أسلم وتحرر في أول سني الهجرة.
ثالثا : دعوى البلاذري : أن سلمان قد أسلم بين أحد والخندق ، لا تصح أيضا ، لأنه إنما أسلم في أول الهجرة كما قلنا.
نعم .. هم يقولون : إن تحرره قد كان قبل الخندق.
فإذا كان مسلما حين المؤاخاة ، فيمكن أن يؤاخي بينه وبين أحد المسلمين ، ولو كان الطرف الآخر حرا ؛ لعدم الفرق بين الحر والعبد ، في الإيمان والإنسانية ، وغير ذلك ، بنظر الإسلام ..
__________________
(١) أنساب الأشراف (قسم حياة النبي «صلى الله عليه وآله») ج ١ ص ٢٧١.
(٢) نفس الرحمن ص ٨٥ عنه.