أولا : إن الرواية الأولى تفيد : أن النبي «صلى الله عليه وآله» كان يجهل بسنة أخيه موسى ، وأنه تعلمها واستفادها من اليهود ، وقلدهم فيها ، ولا ضير عند هؤلاء في ذلك ، فإنهم يروون ـ ونحن نستغفر الله من ذلك ـ : أنه «صلى الله عليه وآله» كان يحب موافقة أهل الكتاب في كل ما لم يؤمر به (١).
ثم يروون عنه «صلى الله عليه وآله» ما يناقض ذلك ـ وكذلك هو يناقض نفسه دائما عندهم ، حتى في هذا المورد ـ فهو الذي يكره في الأذان بوق اليهود وناقوس النصارى ، ويخالفهم في معاملة الحائض ، ويأمر بصبغ الشعر ، مخالفة لليهود والنصارى ، وينهى عن تقليدهم في الإسلام (٢).
وكان «صلى الله عليه وآله» يصوم يوم السبت والأحد كثيرا ، يقصد بذلك مخالفة اليهود والنصارى (٣).
بل لقد بلغ في مخالفته لهم حدا جعل اليهود يقولون : «ما يريد هذا
__________________
(١) صحيح البخاري ط الميمنية ج ٤ ص ٦٧ باب فرق الشعر في اللباس ، والسيرة الحلبية ج ٢ ص ١٣٢ ، وزاد المعاد ج ١ ص ١٦٥.
(٢) راجع في ذلك كله مفتاح كنوز السنة فقد نقل ذلك عن البخاري كتاب ٦٠ و ٧٧ باب ٥٠ و ٦٧ ، وصحيح مسلم كتاب ٣ حديث ١٦ ، وكتاب ٣٧ باب ٨ ، والترمذي كتاب ٤٤ حديث ٢٤ ، وكتاب ٢٢ باب ١٠ ، وكتاب ٤٠ باب ٧ ، والنسائي كتاب ٣ و ٤٨ و ٨٣ على الترتيب ، إلى غير ذلك من المصادر الكثيرة المختلفة فراجع : مفتاح كنوز السنة وغيره. وراجع : مسند أبي يعلى ج ١٠ ص ٣٩٨ و ٣٩٩ و ٣٦٦ وفي هامشه عن مصادر كثيرة.
(٣) زاد المعاد ج ١ ص ١٦٨ عن مسند أحمد ، والنسائي.