المهاجرين في الحبشة ، ويأتون إلى المدينة خلال هذه المدة ، ومنهم عثمان ، فيكون عثمان قد شارك في البناء ، وجرى ما جرى ، وإن لم يشارك في التأسيس ، ووضع أحجار الخلافة!!.
ولكننا على أي حال ، قد استبعدنا بقاء المسلمين هذه المدة الطويلة في بناء مسجده «صلى الله عليه وآله» ، وهم يعدون بالعشرات ، وقد بايعه منهم في العقبة أكثر من ثمانين من المدنيين.
والجواب الصحيح هنا هو : أن الظاهر هو أن قضية عثمان وعمار قد وقعت حين البناء الثاني للمسجد ، وذلك بعد عام خيبر ، أي في السنة السابعة للهجرة (١).
ويدل على ذلك :
أولا : ما رواه البيهقي في الدلائل قال : لما قتل عمار قال عبدالله بن عمرو بن العاص لأبيه : قد قتلنا هذا الرجل ، وقد قال رسول الله فيه ما قال! قال : أي رجل؟
قال : عمار بن ياسر ، أما تذكر يوم بنى رسول الله «صلى الله عليه وآله» المسجد ، فكنا نحمل لبنة لبنة ، وعمار يحمل لبنتين ، فمر على رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، فقال : تحمل لبنتين وأنت ترحض؟ أما إنك ستقتلك الفئة الباغية ، وأنت من أهل الجنة ، فدخل عمرو إلى معاوية الخ .. (٢).
__________________
(١) وفاء الوفاء ج ١ ص ٣٣٨.
(٢) تذكرة الخواص ص ٩٣ عن ابن سعد في الطبقات ، والفتوح لابن أعثم ج ٣ ص ١١٩ و ١٣٠ ، والثقات لابن حبان ج ٢ ص ٢٩١ ، وأنساب الأشراف بتحقيق المحمودي ج ٢ ص ٣١٣ و ٣١٧ ، وطبقات ابن سعد ج ٣ قسم ١ ص ١٨٠