[وحدّث عن أنس عن أبي بكر الصدّيق أن النبي صلىاللهعليهوسلم كانت له [خرقة] ينشّف بها بعد الوضوء](١).
قال محمّد بن سلّام (٢) :
مرّ أبو عمرو بن العلاء بمجلس قوم ، فقال رجل من القوم : ليت شعري [فمن هذا](٣) أعربي أم مولى ، وهو على بغلة له. فقال : النّسب في مازن ، والولاء للعنبر ، وقال : عدس (٤) للبغلة ، ومضى.
قال محمّد بن الجعد الكوفي.
قصد حمزة الزّيّات أبا عمرو بن العلاء إلى البصرة ليقرأ عليه ، فآواه الليل بين قريتين ، فإذا هاتف يهتف : أما وجد هذا موضعا يأوي إليه إلّا هذا الموضع (٥) ، شدّ (٦) ؛ لأوذينّه الليلة. قال : فأدرت حولي دارة ، وقعدت في وسطها ، وقرأت سورة الأنعام ، فإذا بهاتف يهتف يقول : قد قرأ سورة الأنعام فاحرسه بقية ليلته. قال : فوصل إلى البصرة ، ودخل مسجد أبي عمرو بن العلاء فتغامز رجلان كانا في المسجد ، فقال أحدهما : يشبه أن يكون حائكا ؛ وذلك أنه كان في خلقه دمامة ، ولم يكن بالنظيف. وقال الآخر : إن كان حائكا فسيقرأ سورة يوسف. وسمع حمزة كلامهما ، وخرج أبو عمرو بن العلاء فجلس في مجلسه ، فقام حمزة وجثا بين يديه ، فابتدأ فقرأ سورة يوسف ، وكان لا يقرئ إلّا عشرا عشرا ، فلما قرأ عشرا منها ذهب حمزة ليقوم ، فأومأ (٧) إليه أن زد ، فقرأ عشرا آخر وأمسك ، فأومأ إليه بيده أن زد. [قال :] فختمها وقام يجر كساءه وغطّى به رأسه ، وتعقّل عند باب المسجد ، ومضى راجعا إلى الكوفة. فقال أبو عمرو لرجل عنده : الحق هذا الرجل وقل له : سألتك بالله أنت حمزة الزيّات؟ فلحقه فقال له : أنت حمزة الزّيّات؟ قال : نعم. وانصرف إلى الكوفة.
قال عباس بن [محمّد] الدوري : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو عمرو بن العلاء
__________________
(١) استدرك الخبر عن مختصر ابن منظور.
(٢) الخبر في إنباه الرواة ٤ / ١٣٢.
(٣) زيادة عن انباه الرواة.
(٤) عدس : اسم فعل يقال في زجر البغل أو الحمار.
(٥) استدركت عن هامش مختصر أبي شامة.
(٦) كذا.
(٧) في مختصر أبي شامة : فأومى.