ما زلت أفتح أبوابا وأغلقها |
|
حتى أتيت أبا عمرو بن عمّار |
قال أبو بكر بن مجاهد (١) : كانت أبو عمرو مقدما في عصره عالما بالقراءة ووجوهها ، وكان قدوة في العلم باللغة ، إمام الناس في العربية ، وكان مع علمه باللغة وفقهه في العربية متمسكا بالآثار ، لا يكاد يخالف في اختياره ما جاء عن الأئمة قبله ، متواضعا في علمه ، قرأ على أهل الحجاز ، وسلك في القراءة طريقهم ولم يزل العلماء في زمانه تعرف له تقدمه ، وتقرّ له بفضله ، وتأتمّ في القراءة بمذاهبه ، وكان حسن الاختيار ، سهل القراءة ، غير متكلّف ، يؤثر التخفيف ما وجد إليه السبيل.
وكان في عصره بالبصرة جماعة من أهل العلم بالقراءة لم يبلغوه منهم : عبد الله بن أبي إسحاق ، وعاصم بن أبي صباح الجحدري أبو المجشر ، وعيسى بن عمر الثقفي ، وكل هؤلاء أهل فصاحة أيضا ، ولم يحفظ عنهم في القراءة ما حفظ عن أبي عمرو. وإلى قراءة أبي عمرو صار أهل البصرة أو أكثرهم.
روى القراءة عنه علي بن نصر الجهضمي ، وحماد بن زيد ، وعبد الوارث بن سعيد ، وهارون بن موسى الأعور ، وأبو زيد الأنصاري ، ويونس بن حبيب ، وعبيد بن عقيل ، واليزيدي ، والأصمعي ، وشجاع ، ومعاذ بن معاذ العنبري ، وسهل بن يوسف ، وحسين الجعفي ، وداود بن يزيد الأودي ، ومحبوب بن الحسن ، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف ، وأحمد بن موسى اللؤلؤي ، والعباس بن الفضل الأنصاري ، قاضي الموصل ، وعبيد الله بن موسى ، وخارجة بن مصعب ، وقد روى غير هؤلاء حروفا عنه ليست على كثرة ما روى هؤلاء فسكت عن ذكرهم.
قال الأصمعي (٢) : كنت إذا سمعت أبا عمرو يقول (٣) ، ظننت أنه لا يحسن شيئا ، ولا يلحن ، يتكلم كلاما سهلا.
قال ابن مجاهد : لقد حدّثني جعفر بن محمّد ، حدّثنا محمّد بن بشير ، حدّثنا سفيان بن عيينة قال (٤) :
__________________
(١) الخبر في تهذيب الكمال ٢١ / ٤١٢.
(٢) الخبر في معرفة القراء الكبار ١ / ١٠٤ وسير الأعلام ٦ / ٤١٠ وانباه الرواة ٤ / ١٣٤.
(٣) في سير الأعلام ومعرفة القراء : يتكلم.
(٤) الخبر في معرفة القراء الكبار ١ / ١٠٤.