قال لي أبو الوليد : حدّثنا عكرمة بن عمار عن إياس (١) بن سلمة عن أبيه أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «خير فرساننا أبو قتادة وخير رجالتنا سلمة» ، وعن قتادة عن عبد الله بن رباح عن أبي قتادة الأنصاري أنه قال : بينما نحن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض أسفاره إذ مال رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن راحلته فدعمته ، واستيقظ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم سرنا ، فمال ، فدعمته بيدي فاستيقظ ، فقال : «أبو قتادة؟» فقلت : نعم يا رسول الله ، قال : «حفظك الله كما حفظتني منذ الليلة لا أرى إلا قد شققنا عليك ، تنحّ بنا عن الطريق. أو قال : مل بنا عن الطريق» (٢) [١٣٥٢٤].
روى أبو قتادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إذا أقيمت الصّلاة ، فلا تقوموا حتى تروني ، وعليكم بالسّكينة».
أمّ أبي قتادة : كبشة بنت مطهّر بن حرام بن سواد بن غنم. وقيل : كبشة بنت عباد بن مطهر.
قال أبو يعلى : حدّثنا ... (٣) حدّثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن عبد الله بن رباح الأنصاري ، عن أبي قتادة قال :
خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم عشية قال : «إنكم تسيرون عشيّتكم وليلتكم ، وتأتون الماء غدا». فانطلق الناس لا يلوي أحد على أحد في مسيرهم ، فإني أسير إلى جنب رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى ابهارّ الليل (٤) إذ نعس رسول الله صلىاللهعليهوسلم فمال عن راحلته. ثم سرنا حتى إذا تهوّر الليل (٥) مال ميلة أخرى فدعمته من غير أن أوقظه ، فاعتدل على راحلته ، ثم سرنا حتى إذا كان من السّحر مال ميلة هي أشدّ من الميلتين ، حتى كاد (٦) أن ينجفل (٧) ، فدعمته ، فرفع رأسه فقال : «من هذا؟» قلت : أبو قتادة. قال : «متى كان هذا مسيرك مني»؟ قلت : هذا مسيري منك منذ الليل. قال : «حفظك الله بما حفظت به نبيّه صلىاللهعليهوسلم». ثم قال : «أترانا نخفى على الناس؟ هل ترى من
__________________
(١) في مختصر أبي شامة : قيس ، والمثبت عن البخاري.
(٢) الإصابة ٤ / ١٥٩ من هذا الطريق ، وسير الأعلام ٢ / ٤٥٣ ـ ٤٥٤.
(٣) كلمة غير واضحة في مختصر أبي شامة.
(٤) ابهارّ الليل : انتصف.
(٥) تهور الليل أي ذهب أكثره ، كما يتهور البناء إذا تهدم (النهاية).
(٦) في مختصر أبي شامة : حتى إذا كان ينجعل.
(٧) ينجفل أي كاد ينقلب عنها ويسقط.