أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبيد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا عمرو بن علي ، نا عبد الأعلى ، يعني ابن عبد الأعلى ، نا برد ، عن سليمان بن حبيب ، قال :
بينما أنا أطوف في سوق حمص إذا أنا بعبد الله بن أبي زكريا وأبي مخرمة ، وكان يتيما في حجر أم الدرداء ، قال : قلت : أين تريدان؟ قالا : نريد أبا أمامة ، قلت : أفلا أنطلق معكما؟ قالا : بلى ، إن شئت ، فأتينا أبا أمامة ، فدخلنا ، فتحدث ثم ذكر الكذب (١) فعظم منه ما لم أسمع أحدا عظّم منه ما عظم يومئذ أبو أمامة ، ثم قال : إن الله يأمركم أن تنفقوا في سبيله ، وجعل لكم الحسنة (٢) بعشر أمثالها إلى سبع مائة أضعاف كثيرة ، قال : (وَما أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ)(٣) ، ثم إنكم تبخلون على الله ، أما والله لقد فتحت الفتوح بأسياف ما حليتها الذهب والفضة ، ولكن حليتها الآنك (٤) والحديد.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عثمان بن عمرو بن محمّد بن المنتاب ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن. أخبرنا المعتمر بن سليمان عن سليمان بن موسى ، قال :
بينما أنا في سوق حمص في بعض ما كنت أعرو (٥) إذا أنا بعبد الله بن أبي زكريا وأبي مخرمة ، قلت : أين تريدان؟ قالا : نريد أن نأتي أبا أمامة ، قلت : نأتي معكما ، قالا : إن شئت ، فانطلقنا إليه فذكر حديثا.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد الصريفيني ، أنا محمّد بن عمر بن علي ابن خلف بن زنبور ، نا أبو بكر بن أبي داود ، نا عمرو بن عثمان ، نا الوليد قال : وأخبرني مرثد أنه كان يرى ابن أبي زكريا ، وأبا مخرمة وغيرهم من التابعين يغزون عليهم تبابين إلى الركبتين تحت السراويلات مخافة السلب ، قال : ويكرهون لبس التبّان التي لا تستر شيئا إلّا العورة.
__________________
(١) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٢) تقرأ بالأصل : الخبيث.
(٣) سورة سبأ ، الآية : ٣٩.
(٤) الآنك بالمد وضم النون : الأسرب أو أبيضه أو أسوده أو خالصه (القاموس).
(٥) أعرو : أطلب.