ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو بكر محمّد بن الحسن بن فورك ، أنا عبد الله بن جعفر بن أحمد ، نا يونس بن حبيب ، نا أبو داود ، نا عبد الله بن المبارك ، نا عيينة بن حكيم ، عن حرملة ، عن أبي المصبّح الحمصي ، قال :
كنا نسير في صائفة وعلى الناس مالك بن عبد الله الخثعمي ، فأتى على جابر بن عبد الله وهو يمشي يقود بغلا له ، فقال له : ألا تركب وقد حملك الله؟ فقال جابر : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرت قدماه في سبيل الله حرّمهما الله على النار» أصلح لي دابتي ، وأستغني عن قومي فوثبت الناس عن دوابّهم ، فما رأيت نازلا أكثر من يومئذ [١٣٥٧٣].
كذا قال.
وأخبرناه على الصواب عاليا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا إبراهيم بن محمّد بن الفتح المصيصي ، ثنا محمّد بن سفيان بن موسى ، نا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم قال : سمعت ابن المبارك ، عن عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر ، حدّثني أبو مصبح قال :
غزونا مع مالك بن عبد الله الخثعمي أرض الروم فسبق رجل الناس ، ثم نزل يمشي ويقود دابته فقال مالك : يا أبا عبد الله ألا تركب؟ فقال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله ساعة من نهار فهما حرام على النار» وأصلح دابتي لتغنني عن قومي ، قال أبو مصبح : فنزل الناس ، فلم أر نازلا قط أكثر من يومئذ [١٣٥٧٤].
قال : وسمعت عبد الله بن المبارك عن عتبة بن أبي حكيم ، حدّثني حصين بن حرملة المهري ، حدّثني أبو مصبح الحمصي ، قال :
بينا نحن نسير بأرض الروم في صائفة عليها مالك بن عبد الله الخثعمي إذ مرّ مالك بجابر (١) بن عبد الله ، وهو يمشي يقود بغلا له ، فقال له مالك : أي أبا عبد الله اركب فقد حملك الله ، فقال جابر : أصلح دابتي وأستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : «من اغبرّت قدماه في سبيل الله حرّمه الله على النار» فأعجب مالكا قوله حتى إذا كان حيث يسمعه الصوت ناداه بأعلى صوته : أي أبا عبد الله اركب فقد حملك الله ، فعرف جابر الذي أراد : فأجاب ، فرفع صوته فقال : أصلح دابتي وأستغني عن قومي ، وسمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم
__________________
(١) رسمها بالأصل : «لحامر» وفوقها ضبة.