٦ ـ كنيسة ودير العذراء في المكان المسمى" سبودي" (٠٢) Spudi : من هذا المكان شاهدت العذراء الصلب وكان هناك أصدقاء ومعارف المسيح هناك ينظرون إلى الصلب من بعد. ويبدو أن هذه الكنيسة التي اقيمت تكريما للقديسة مريم ، وهي تشتمل على مكتبة عظيمة ، ويقال بأنها الحقت بالنزل الذي أقامه شارلمان. وطبقا لما يشير اليه سايولف فان الكنيسة التي كانت مسماة القديسة مريم اللاتينيةSt.Maria Latina كانت وراء بوابة الضريح المقدس جنوبا ، وألحقت بكنيسة مريم اللاتينية الصغرى Maria Latina , وفي المكان الذي يسمى سبودي Spudi ، يقال بأنها كانت تقع بين كنيسة ودير القديسة مريم الكبرى ومستشفى القديس يوحنا المعمدان ، ولذلك لا بد وأنها كانت تحتل إما الموقع الحالي لدير الجسمانية اليوناني الحالي ، أو موقع المسجد العمري (١).
٧ ـ المكان الذي وجدت فيه القديسة هيلانة الصليب المقدس" اكتشاف الصليب"Invention of the Cross : وكان هذا المكان شرقي مكان الصلب ، في وقت زيارة دانيال ، وكان هناك كنيسة صغيرة (١٤) في ذلك الموضع ، ولكن كان هناك كنيسة واسعة جدا كما يقول سايولف ، وقد بنيت تكريما للقديسة هيلانة ، وقد دمرت كليا من قبل الكفار (٢). ومن المحتمل أن تكون تلك الكنيسة الواسعة التي ذكرها سايولف ودانيال هي باسيليكا قسطنطين ، وان الكنيسة الصغيرة كانت هي الكنيسة الحالية للقديسة هيلانة والتي هي في جميع خصائصها الأساسية تعد بناء بيزنطيا.
٨ ـ البوابة التي جاءت إليها مريم المصرية (١٥). وكانت تقع شرقي المكان المسمى" اكتشاف الصليب" :
وكما يقول سايولف إن صورة العذراء التي قامت مريم بالصلاة أمامها ، كانت على الجدار الغربي لكنيسة القديسة مريم ، المتصلة بالجهة الشمالية للروتندا ، ولا بد أن تكون البوابة تلك هي البوابة الشمالية (٣). وبعد ذلك ينتقل الحديث حول باب غرب الكنيسة والذي يبدو بأنه كان الباب الذي كان يؤدي مباشرة إلى الشرفة (٤).
__________________
(١) طبقا لتوبلر (Tobler) يسمى هذا المسجد عبد الصمدTopog (٩٠٦) Abd es Samid.
(٢) أشرنا في اماكن مختلفة إلى أن الراهب دانيال الروسي كان مصرا على تسمية المسلمين بالكفار وبأوصاف أخرى لا تليق أن تخرج من رجل دين وصل إلى مرتبة رئيس دير. وقلنا إن هذه هي لغة العصر التي كانت سائدة بين المسلمين والصليبيين. فالمؤرخون والرحالة المسلمون وصفوا الفرنجة الصليبيين بأوصاف مشابهة. ولكن يؤخذ على دانيال أنه كان يشير في أكثر من موضع إلى تدمير الكنائس المسيحية من قبل المسلمين ، وهذه ليست من طبيعة المسلمين الذين يكنون الاحترام لأصحاب الديانات السماوية ، والذين كفلوا حرية ممارسة الشعائر الدينية لمختلف الطوائف المسيحية ولليهود ايضا. وقد وجد أهل الذمة معاملة طيبة من قبل المسلمين ، ولم يعرف عن المسلمين أنهم قتلوا ذميا أو هدموا كنيسة. وربما حدث وهدمت بعض الكنائس أثناء الحروب والفتن الداخلية ولكن دون قصد ، وهذه هي طبيعة الحروب ، فالدمار يصيب الجميع لا فرق في ذلك بين مسلم ومسيحي ويهودي. ويبدو أن دانيال كان متأثرا بسياسة الفرنجة الصليبيين الذين اتخذوا من الدين شعارا لهم ، وذلك من أجل إخفاء أهدافهم الحقيقة وهي السيطرة على الأراضي المقدسة ومقدرات الشعب الفلسطيني ، إضافة إلى ما حل بالمسلمين من كوارث على أيديهم. (الترجمة العربية)
(٣) يسمي الادريسي هذا الباب باسم «القديسة مريم».
(٤) المصادر المختلفة حول موضع هذا الباب واردة في توبلر. جلجثة ١٣٥.