بأن آدم قد رفع من بين الموتى. وتقع كنيسة القديسة مريم قرب مكان الجلجلة في الموضع الذي أنزل فيه جثمان المسيح من على الصليب ، ثم دهن ولف بلفائف من الكتان قبل أن يدفن (١).
وفي مقدمة كنيسة الضريح المقدس في السور من الخارج وليس بعيد من مكان الجلجلة توجد البقعة التي تسمى (كومباس) (٢) حيث أشار اليها السيد المسيح بيده وقام بقياس مركز الأرض وقد ورد في أحد المزامير : " الله هو ملكي من القديم صانع الخلاص في وسط الأرض" (٣). ولكن البعض يقول إنه في ذلك المكان ظهر يسوع لمريم المجدلية عند ما كانت تبحث عنه وهي تبكي" فظنت أنه البستاني" (٤) كما ورد ذلك في الإنجيل. وتقع هذه المصليات المقدسة في ساحة الضريح المقدس في الجهة الشرقية. ولكن هناك كنيستان جميلتان أقيمتا تكريما للقديسة مريم والقديس يوحنا وهما متصلتان بجانبي الكنيسة نفسها واحدة من كل جانب ، حيث وقف شهود آلام المسيح على كلا جانبي يسوع عند ما كان على الصليب. وتوجد صورة والدة السيد المسيح مرسومة على الجانب الخارجي للسور الغربي لكنيسة القديسة مريم ، وقد بدت في الصورة وهي تتحدث بروح طاهرة إلى مريم المصرية إذ قامت بمواساتها بصورة رائعة ، كما نقرأ ذلك من سيرة حياتها (٥).
__________________
(١) متى ٢٧ : ٥٩ ، مرقس ١٥ : ٤٦ ، لوقا ٢٣ : ٥٣ ، يوحنا ١٩ : ٤٠ ـ ٤٣.
(٢) انظر صفحة ١٧٨ ـ ١٧٩ من هذه الرحلة.
(٣) المزامير ٧٣ : ١٢.
(٤) يوحنا ٢٠ : ١٥.
(٥) تقول القديسة مريم المصرية عند ما تسرد سيرة حياتها : " واصلت سلوكي الآثم حتى التاسعة والعشرين من عمري ، عند ما لاحظت عدة أشخاص يتجهون صوب البحر ، وقد استفسرت منهم عن وجهتهم ، وأخبرت أنهم على وشك الركوب على متن السفينة إلى الأراضي المقدسة في بيت المقدس من أجل الاحتفال بعيد تمجيد الصليب المقدس لمنقذنا في عام ٣٢٥ م. فقد ركبت معهم متحينة فقط للفرص الجديدة للاستمرار في الفسوق والإغواء في الاحتفال. وقد ذهب الجميع إلى الكنيسة ، واختلطت مع الجماعة للدخول إلى الكنيسة ، حيث كان الصليب المقدس ظاهرا هناك ، ومعروضا للمؤمنين المبجلين. وتضيف مريم المصرية أنها وجدت نفسها ممنوعة من الدخول إلى المكان بقوة خفية. وقد حدث هذا ثلاث أو أربع مرات. وقد انعزلت في زاوية من القاعة وبدأت أتساءل بيني وبين نفسي من أين ينشأ هذا. وفكرت مليا وبجدية أن حياتي الإجرامية قد تكون هي السبب. وقد ذبت في الدموع ، وهزمت مشاعري الآثمة ، مع التنهيدات والأنين ، وقد لاحظت صورة في الأعلى لأم الاله ، ركزت عيني عليها ، ووجهت كلامي إلى العذراء المقدسة ، توسلت إليها ، بطهارتها التي لا تقارن من أجل مساعدتي ـ مدنسة بمثل هذا الحمل من الأشياء البغيضة ـ وتقبل توبتي الموافقة الكبرى من الله. وقد توسلت إليها أنني أعاني من أجل الدخول إلى الكنيسة لمشاهدة الأريكة الخشبية المكرسة من أجل تخليصي ، واعدة من تلك اللحظة تكريس نفسي من أجل الله عن طريق حياة كلها من أجل التكفير عن الذنوب ، معتبرة أنها ستكون كفيلتي في هذا التغير في حياتي ، وبعد هذه الصلاة المتقدة ، أدركت في روحي مواساة خفية لأحزاني ، ونويت مرة أخرى الدخول إلى الكنيسة وبكل سهولة دخلت إلى منتصفها ، ووجدت التعزية في الأريكة الخشبية المقدسة الموضوع عليها الصليب المقدس الذي يجلب الحياة للإنسان. آخذين بعين الاعتبار رحمة الله الواسعة ، واستعداده لتلقي توبة المخطئين ، لقد ركعت على ركبتي ، توسلت شفاعتها وبأن تكون مرشدتي بعد صلاتي ، تخيلت أني سمعت هذا الصوت ، " إذا أنت ذهبت خلف نهر الأردن سوف تجدين الراحة هناك" ، وقد أمضيت سبعا وأربعين سنة هناك كفّارة ، وقد تلقيت آخر طقوس الكنيسة وأسرارهاSacrment عن القديسة زوسيموس St.Zosimos قبل وفاتها عام ٤٣١ م Cf.Acta ,ss ,Bolland ,in April. انظر : رحلة الحاج سايولف لبيت المقدس والأراضي المقدسة ، ص ٢٨ ـ ٢٩.