في عهد الإمبراطور دقيانوس Decius (١) ، واستيقظا في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس
__________________
= في عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الثاني. (الترجمة العربية) وهناك اختلاف في تحديد موقع الكهف الذي لجأ إليه الفتية فالبعض يقول إن الكهف يقع في مدينة افسوس ، فصاحب مراصد الاطلاع ينفي أن يكون الرقيم هو الكهف المذكور في القران الكريم ويقول عن ذلك انه مجرد زعم والصحيح انه في بلاد الروم ، انظر :
ابن عبد الحق : مراصد الاطلاع في الأمكنة والبقاع ، المجلد الأول ، تحقيق يوسنبول وغال ، طبعة بريل ، ليدن ١٨٥٠ ـ ١٨٦٤ م ص ٤٧٩ ، انظر أيضا : محمد عدنان البخيت ، مملكة الكرك في العهد المملوكي ، ط ١ ، عمان ١٩٧٦ م ، ص ٢٠٠ ، والبعض الآخر يقول انه في مدينة طرطوس والرأي الثالث يقول انه في قرية تعرف بالرقيم على بعد فرسخ (ثلاثة أميال ٥٥٤٤ م) من مدينة عمان. انظر : لي سترانج : المرجع السابق ٢٢٩ ـ ٢٣٩ (الترجمة العربية) ويعتقد أحد الباحثين أن كهف الرقيم بالقرب من عمان هو الكهف المذكور في القران ، ويعتمد في ذلك على :
١ ـ وجود آثار كنيسة فوق الكهف يرجع تاريخها إلى عهد الإمبراطور البيزنطي جستنيان ٥١٨ ـ ٥٢٧. كما انه توجد آثار مسجد فوق الكهف في مكان الكنيسة. وهذا يؤكد أن فتية أهل الكهف من النصارى الذين فروا بدينهم.
٢ ـ العثور على ثمانية قبور منقورة في الصخر داخل الكهف وهي ترجع إلى العهد البيزنطي وهذا مقارب لما ورد في القرآن.
٣ ـ العثور على سرج فخارية ترجع للعهد البيزنطي زمن هروب الفتية.
٤ ـ العثور على نقوش من بينها رسم لكلب وكتابات يونانية وكوفية مما يؤكد أن القبور لفتية نصارى هربوا إلى كهف الرقيم لينجوا بإيمانهم.
٥ ـ باب كهف الرقيم يقع إلى الجهة الجنوبية ، لذا فإن الشمس لم تكن تدخله وهذا جاء مصادقا للآية الكريمة (وَتَرَى الشَّمْسَ إِذا طَلَعَتْ تَزاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَإِذا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذاتَ الشِّمالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ) انظر : رفيق الدجاني ، اكتشاف كهف أهل الكهف ، مؤسسة المعارف ، بيروت ١٩٦٤ ، ص ٨٧ ـ ٩٦ ، ١٠٧ ـ ١١٣ ، محمد عدنان البخيت : المرجع السابق ، ص ٢٠. هذا ملخص عن كل ما ورد عن أهل الكهف ، ولا اعتقد أن هناك أهمية دينية لتحديد مكان الفتية ، أو الزمن الذي هربوا فيه وناموا ثلاثمائة وتسع سنوات ، كذلك ليس هناك أي أهمية تذكر لمعرفة عهد الإمبراطور الذي استيقظوا في عهده ، والمهم في الأمر أن نتعرف على قدرة الله سبحانه وتعالى ، وحمايته للمؤمنين الصالحين المتمسكين بدينهم ، وليعلم جميع الناس ، أن وعد الله حق ، والساعة آتية لا ريب فيها (الترجمة العربية).
(١) الإمبراطور دقيانوس Decianus أو دقلديانوس Diocletianus : حكم الإمبراطورية الرومانية من سنة ٢٨٤ ـ ٣٠٥ م ، وكان حاكما أوتوقراطيا صرفا ، عمل على إقامة حكم مركزي صارم ، وإدخال نظام بيروقراطي واسع المدى ، كما فصل بين السلطتين المدنية والعسكرية. وكان دقلديانوس يطلب من رعاياه إذا سمح لهم بالمثول بين يديه أن يخروا سجدا قبل أن تجرأ عيونهم على أن ترمق صاحب الجلالة ، فلقد كان لكل ما يخص الإمبراطور قداسته ، كلماته ، بلاطه ، خزانته ، اذ كان الامبراطور نفسه مقدسا. وقد قام دقلديانوس بارتكاب المجازر الرهيبة ضد المسيحيين ، وقد سمي عهده بعصر الشهداء ، وقد اصدر اربعة مراسيم قاسية ضد المسيحيين سنة ٣٠٣ م ينص الأول منها على تدمير الكنائس المسيحية ، وإحراق الكتب المقدسة ، ويقضي الثاني والثالث بالقبض على كافة رجال الاكليروس بمختلف طبقاتهم ، وعدم الإفراج عنهم ، إلا بعد أن يقدموا القرابين لآلهة الدولة. أما المرسوم الرابع فقد صدر سنة ٣٠٤ م ويلزم كل فرد في الدولة أن يقدم للآلهة أضحيته ، والى جانب ذلك منعهم الإمبراطور دقلديانوس من العمل في المدارس ، وكذلك منعهم من السفر بالبريد الإمبراطوري. انظر : رأفت عبد الحميد ، الدولة والكنيسة ، ج ٢ ، ط ٢ ، دار المعارف ، القاهرة ١٩٨٢ م ، ص ٤٢ ـ ٥٣. (الترجمة العربية)