وهناك أيضا صورة البشارة (١) من الفسيفساء على الأعمدة على كلا جانبي مذبح الكنيسة. وقبة الكنيسة غير مغلقة بعقد من الحجر تتسم بإطار معين مثبت باستخدام دعامات خشبية حتى تكون الكنيسة مفتوحة من القمة. والضريح المقدس يستقر تحت القبة المفتوحة (٢).
وإليكم وصف الضريح المقدس : انه عبارة عن مغارة صغيرة منحوتة في الصخر ، ويوجد لها مدخل منخفض جدا لدرجة أن الشخص يستطيع الدخول إليها بصعوبة ، وذلك بان يحني ركبتيه ، وارتفاع المكان نسبيا ، وأبعاده متساوية في الطول والاتساع ، ولا تزيد عن أربعة اذرع. وبعد أن يتمكن الشخص من دخول المغارة من خلال المدخل الصغير يمكن أن يرى أريكة محفورة في الصخر ، والتي كان قد سجى عليها جثمان السيد المسيح ، وهذا المكان مغطى بقطع من الرخام. إن هذه الصخرة المقدسة والتي يقبلها جميع المسيحيين ، يمكن رؤيتها من خلال ثلاث فتحات مستديرة من جانب واحد. وهناك أيضا خمسة مصابيح زيتية تضيء ليلا ونهارا معلقة في ضريح المسيح. والأريكة المقدسة التي سجي عليها جسم المسيح تبلغ أربعة اذرع طولا ، وذراعين عرضا ، وذراع ونصف في الارتفاع (٣). وهناك على بعد ثلاثة أقدام يقع مدخل المغارة الحجري الذي جلس عليه الملاك الذي ظهر للمرأة وأعلن لهم عن بعث المسيح. والمغارة المقدسة مغطاة من الخارج بالرخام الجميل ، مثل منصة مرتفعة ، ويحيط بها اثنا عشر عمودا برخام مشابه ، كما يحيط بها برج جميل مستقر على أعمدة تنتهي إلى قبة مغطاة بصحون مموهة بالفضة ، والتي تحمل على قمتها تمثالا للمسيح من الفضة ، وهذه القبة أقامها الفرنجة. وهذا البرج الذي يقع تماما تحت القبة المفتوحة ، له ثلاثة أبواب منفذة بمهارة على شكل تعريشة ، ويستطيع الفرد أن يدخل الضريح المقدس من أحد أبوابه الثلاثة. ويبدو مما تقدم أن هذا المكان يمثل ضريح المسيح وقد وصفته بناء على دليل من اقدم السكان الذي يعرف الأماكن المقدسة.
وتتخذ كنيسة القيامة شكلا مستديرا ، وقياس كل ناصية منها ثلاثون سيجنا (٤) ، وتحتوي على
__________________
(١) بشارة الملاك لمريم العذراء لحملها السيد المسيح.
(٢) تحتوي القاعة المستديرة في كنيسة الضريح المقدس (كنيسة القيامة) على اثني عشر عمودا وستة مذابح في الطابق السفلي.
(٣) ذكرت بعض المخطوطات أن الارتفاع كان ذراعا ونصف.Cf.Mac.,Mo.F.K.S.Ac بينما أشارت بعض المخطوطات إلى أن الارتفاع يبلغ نصف ذراع (الترجمة الإنجليزية).
(٤) ذكر مترجم اللغة الإنجليزية أن هذه الأبواب يجب أن تكون في سور الحائط (السياج) وليس في أعلى البرج الصغير أو السرداق كما يعرض أو يقرر النص. وتظهر (هذه) لتشكل نوعا من القضبان المتصالبة الحاجزGrille بين الأعمدة في النهاية الشرقية للضريح. انظر : الملحق الثاني. وفي وقت متأخر وبعد اعادة بناء الكنيسة من قبل الفرنجة الصليبيين ، أشار الادرسي Edrisi (٤٥١١) إلى بابين ، الأول في الشمال والآخر في الجنوب ، أما فيليكس فابري Felix Fabri (٣٨٤١) فيحدد ثلاثة مداخل ، ولكنه يحصي (ممرات) الطريق بين القواعد الشرقية للضريح المقدس (كنيسة القيامة) والمدخل إلى كنيسة الملاك كاثنين منهم.