بكفّ ابن مروان حييت وناشني (١) |
|
لأهلي من دهر كثير العجائب |
في قصيدة ، فراح بها عليه فقال : أكنت أعددت هذا؟ قال : لا. قال : أتكيل القول ، فقل ولا تكثر. فإنه من أكثر هذر (٢) ، وقليل كاف خير من كثير شاف وأمر له بأربعة آلاف.
وقال : إياك وأعراض الناس ، فإن لك لسانا لا يدعك حتى يلقيك تحت كلكل (٣) هزبر (٤) أبي شبلين يصمعك (٥) صمعة لا بقية لك بعدها. فخرج إلى العراق فأتى الكوفة فأتى الحجاج بقصيدة يقول فيها :
ثقيف بقايا من ثمود ومالها |
|
أب ثابت في قيس عيلان ينسب |
وأنت دعيّ يا بن يوسف فيهم |
|
زنيم (٦) إذا ما حصّلوا يتذبذب |
فطلبه الحجاج فهرب فأدرك بهيت (٧) فأتي به الحجاج فأمر به ، فأحرق ثم ذرّي في اليم ، وتمثّل بقول هشام بن قبيصة النميري قالها لابن محلاة الطائي وقتل بمرج راهط أبيات منها :
بما أجرمت كفّاك لا لاقيت ما |
|
فلا يبعد الرحمن غيرك هالكا |
[٩٦٢٨] أحمد بن سباع ـ أحد المتعبدين
من إخوان أبي سليمان.
حدث أحمد بن أبي الحواري قال : قال أبو سليمان :
__________________
(١) النوش : التناول باليد ، ناشه ينوشه نوشا. ويقال : انتاشه من المهلكة انتياشا أخرجه منها. وانتاشه من الهلكة : أنقذه (تاج العروس : نوش).
(٢) هذر : هذر هذرا : كثر في الخطأ والباطل. والهذر محركة : الكثير الرديء أو هو سقط الكلام (التاج : هذر).
(٣) الكلكل والكلكال : الصدر ، أو ما بين الترقوتين أو باطن الزور ، والكلكل من الفرس ما بين محزمه إلى ما مسّ الأرض منه إذا ربض (القاموس).
(٤) الهزبر : الأسد.
(٥) صمعه بالعصا : ضربه (القاموس المحيط).
(٦) الزنيم : المستلحق في قوم ليس منهم ، والدعيّ (القاموس المحيط).
(٧) هيت : بالكسر ، بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار ، ذات نخل كثير وخيرات واسعة ، وهي مجاورة للبرية (معجم البلدان : هيت ٥ / ٤٢١).
[٩٦٢٨] له ذكر في ترجمتي أحمد بن أبي الحواري في حلية الأولياء ١٠ / ٥ وما بعدها ، وترجمة أبي سليمان الداراني ٩ / ٢٥٤ وما بعدها.