إن آخر كلمة تكلم بها أبوه أن قبض على لحيته بيده اليسرى ورفع يده اليمنى إلى السماء فقال : ارحم شيبة شيخ جاءك بتوفيقك على الفطرة.
[قال أبو النضر الفامي في تاريخ هراة :
أبو محمد المغفلي كان إمام عصره بلا مدافعة في أنواع العلوم ، مع رتبة الوزارة ، وعلو القدر عند السلطان.
ومن شعره :
نزلنا مكرهين بها فلما |
|
ألفناها خرجنا كارهينا |
وما حبّ الديار بنا ولكن |
|
أمرّ العيش فرقة من هوينا |
قال الحاكم : وسمعت أبا الفضل السليماني ـ وكان صالحا ـ يقول : رأيت أبا محمد المزني في المنام بعد وفاته بليلتين ، وهو يتبختر في مشيته ويقول بصوت عال : (وَما عِنْدَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقى) [سورة القصص ، الآية : ٦٠]](١).
[٩٦٨٧] أحمد بن عبد الله ـ ويقال عبد الله بن أحمد ـ
ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد بن علي
ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. كما زعم
وهو صاحب الخال (٢) ، أخو علي بن عبد الله القرمطي ، بايعته القرامطة بعد قتل أخيه بنواحي دمشق ، وتسمّى بالمهدي وأفسد (٣) بالشام فبعث إليه المكتفي عسكرا في المحرم سنة إحدى وتسعين ومائتين ، فقتل من أصحابه خلق كثير ، ومضى هو في نفر من أصحابه يريد الكوفة فأخذ بقرب قرية تعرف بالدّالية (٤) من سقي الفرات ، وحمل إلى بغداد وأشهر ، وطيف
__________________
(١) ما بين معكوفتين استدرك عن سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٠٦ (ط دار الفكر).
[٩٦٨٧] ترجمته في بغية الطلب ٢ / ٩٢٧ والبداية والنهاية ٧ / ٤٨٢ (ط دار الفكر) (حوادث سنة ٢٩٣) والكامل لابن الأثير (الفهارس) وتاريخ الطبري (الفهارس) والمنتظم ١٣ / ٤٤ (حوادث سنة ٢٩٣) وتاريخ الإسلام (٢٩١ ـ ٣٠٠) ص ١٢ وأخبار القرامطة.
(٢) في مختصر ابن منظور هنا : صاحب الحال.
(٣) في مختصر ابن منظور : واقتيد ، والمثبت عن أخبار القرامطة وبغية الطلب.
(٤) الدالية واحدة الدوالي التي يستقى بها الماء للزرع : مدينة على شاطئ الفرات في غربيه بين عانة والرحبة صغيرة ، بها قبض على صاحب الخال القرمطي الخارج بالشام (معجم البلدان ٢ / ٤٣٣).