أنبأنا محفوظ بن مسعود البيع أنبأ أبو المعالي الوثابى أنبأ مسعود الحافظ حدثنا أبو سعد المالينى قال سمعت أبا إسحاق عبد الملك بن حبان يقول سمعت أبا حفص عمر النجار البغدادي يقول وقد سألته عن معنى قوله عزوجل (وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ) قال معناه : أنه رفعناك أن تذكر غيرنا.
بغدادى سكن مكة ، روى عن أبى بكر الشبلي شيئا من كلامه ، روى أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهانى.
كتب إلى أبو المكارم أحمد بن محمد بن محمد الشاهد أنبأ الحسن بن أحمد أبو على الحداد قراءة عليه أنبأ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ قال سمعت عمر البناء المزوق البغدادي بمكة يقول سمعت أبا بكر الشبلي يقول : ليس من احتجب بالخلق عن الحق كمن احتجب بالحق عن الخلق ، وليس من جذبته أنوار قدسه إلى أنسه كمن جذبته أنوار رحمته إلى مغفرته.
أخبرنا عبد الوهاب بن على وعبد الله بن مسلم بن ثابت قالا أنبأ عبد الرحمن بن محمد الشيباني أنبأ أبو بكر أحمد بن على بن ثابت الخطيب أنبأ أبو نعيم الحافظ قال : سمعت عمر البناء البغدادي بمكة يحكى قال : لما كانت غلام الخليل ونسبت الصوفية إلى الزندقة أمر الخليفة بالقبض عليهم ، فأخذ في جملة من أخذا النوري في جماعة ، فأدخلوا على الخليفة فأمر بضرب أعناقهم ، فتقدم النوري مبتدرا إلى السياف ليضرب عنقه ، فقال له السياف : ما دعاك إلى الابتدار إلى القتل من بين أصحابك؟ فقال : آثرت حياتهم على حياتي هذه اللحظة ، فتوقف السياف عن قتله ، ورفع أمرهم إلى الخليفة ، فرد أمرهم إلى قاضى القضاة ـ وكان يلي القضاء يومئذ إسماعيل بن إسحاق ، فتقدم إليه النوري فسأله عن مسائل في العبادات من الطهارة والصلاة فأجابه ثم قال له : وبعد هذا لله عباد يسمعون بالله وينطقون بالله ويصدرون بالله ويوردون بالله ويأكلون بالله ويلبسون بالله ، فلما سمع إسماعيل كلامه بكى بكاء طويلا ، دخل على الخليفة فقال : إن كان هؤلاء القوم زنادقة فليس في الأرض موحد ، فأمر بتخليتهم ، وسأله السلطان يومئذ : من أين تأكلون؟ فقال : لسنا نعرف الأسباب التي يستجلب بها الرزق نحن مدبرون.