سمعت القاضي الفقيه أبا القاسم عمر بن أحمد بن هبة الله بن أبى جرادة بحلب يقول سمعت عبد العزيز بن الحسين بن هلالة الأندلسى يقول : وغالب ظني أننى سمعته من بن هلالة بخراسان قال : رأيت عمر بن طبرزد فيما يرى النائم بعد موته وعليه ثوب أزرق ، فقلت له : سألتك بالله ما لقيت بعد موتك؟ فقال لي : إنه في بيت من نار داخل بيت من نار داخل بيت من نار ، فقلت له : ولم؟ قال : لأخذ الذهب على حديث رسول اللهصلىاللهعليهوسلم.
من أهل شيراز ، كان فقيها على مذهب داود ، ويروى عن أبى إسحاق إبراهيم بن على الهجيمي البصري وأبى عبد الله محمد بن يوسف العتائدي الشيرازي الحافظ ، روى عنه أبو عبد الله محمد بن عبد العزيز القصار الشيرازي وذكره في كتاب طبقات الشيرازيين من جمعه ، وقال : كان قاضيا ببغداد سنين ، يناظر على مذهب داود ، وفيه أنه مات بشيراز في جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة وأربعمائة.
من أهل واسط ، صحب الشيخ الصالح الزاهد صدقة بن الحسين بن وزير الواسطي ، وقدم في صحبته إلى بغداد واستوطنها إلى حين وفاته ، وسمع بها الحديث من أبى الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب السجزى وأبى الحسن على بن المبارك ابن الحسين بن نغوبا الواسطي وغيرهما ، كتبت عنه ، وكان شيخا صالحا حسن الأخلاق مرضى السيرة ، مقرئا مجودا ختم عليه خلق كتاب الله ، وكان يصلى بالناس إماما بمسجد ابن الشاشي الكبير بالطيوريين ويقرئ فيه القرآن.
أخبرنا عمر بن محمد بن هارون المقرئ أنبأ عبد الأول بن عيسى السجزى أنبأ محمد بن عبد العزيز الفارسي أنبأ عبد الرحمن بن أحمد الأنصارىّ ، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي حدثنا العلاء بن موسى حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن عبد الله بن عمر عن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم قال : «الخيل [معقود] في نواصيها الخير إلى يوم القيامة» (١).
توفى عمر بن محمد بن هارون في يوم الجمعة لأربع خلون من شهر رمضان سنة عشر وستمائة ، وصلى عليه من الغد بالمدرسة النظامية ، وكان الجمع متوافر ، ودفن بالشونيزية ، ولعله بلغ الثمانين أو قاربها.
__________________
(١) انظر الحديث في : صحيح البخاري ١ / ٣٩٩.