فضحك سعد وقال للمرأة : قد قال ما سمعت فلا تبيتن جاريتك معكما في البيت.
ذكر لنا أبو القاسم بن معالى أنه ولد بعد ذهاب العلاء فيكون في سنة ست أو سبع عشرة وخمسمائة ، ووجد ميتا في يوم السبت العشرين من شهر ربيع الآخر في منزله ولم يعلم متى مات ، وقيل : إن له أياما ميتا فدفن بمقبرة باب الشام وذلك في سنة ستمائة.
من أهل الحلة السيفية ، كانت له معرفة تامة بالأدب ، ويقول الشعر الحسن ، قدم بغداد غير مرة وكتب الناس عنه من شعره.
من أهل سوار من أعمال الحلة ، كان يذكر أنه من أولاد أبى دلف العجلى أمير الكرج ، كان أديبا فاضلا يقول الشعر ، سكن بغداد بالجانب الغربي وروى شيئا ، ولم يتفق لي لقاؤه.
أنشدنى أبو الحسن بن القطيعي قال أنشدنى الفصيح بن على بن عبد السلام لنفسه ببغداد :
هذى الديار وهذا الضال والسلم |
|
وحيث كانت قباب الحي والخيم |
يا صاحبي قفانى في منازلهم |
|
نبكي الديار التي كنا بهم وهم |
وأى عذر لقلب لا يحركه |
|
طيب الأسى ولديغ ليس ينسجم |
ليت الأحبة إن حد النياق بهم |
|
بما المحبون فيهم بعدهم علموا |
بانوا فكم دمعة في أثر عيسهم |
|
سحت وكم لوعة في الدار تضطرم |
نلوم صرف النوى فيما بنا صنعت |
|
واللوم أولى به الوخاذة السلم |
لم تخل لو لا المطايا وهي آهلة |
|
دار ولا شت شمل وهو ملتئم |
أخبرنى ابن القطيعي قال : سألت الفصيح عن مولده فقال : ولدت في سنة خمس وخمسين وخمسمائة ، وذكر لغيره : أنه ولد في شوال من السنة ، وتوفى ببغداد في الثامن والعشرين من ذى القعدة سنة تسع عشرة وستمائة.
__________________
(١) انظر ترجمته في : إنباه الرواة ٣ / ٩.