كثيرا من شيوخنا المتقدمين ، وكان حسن الطريقة ساكنا طيب الأخلاق متوددا ، كتبت عنه شيئا يسيرا ولا بأس به.
أخبرنى عمر بن أبى منصور بن حولوا أنبأ عبيد الله بن عبد الله أبو الفتح أنبأ على ابن الحسين الربعي أنبأ أبو الحسن بن مخلد حدثنا عمر بن على بن الحسن القاضي أنبأ محمد بن عبدك القزاز حدثنا عباد بن صهيب حدثنا شعبة قال سمعت محمد بن زياد عن أبى هريرة قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «من لا يشكر الله عزوجل لا يشكر الناس» (١).
أنشدنى عمر بن محمد بن عبد الله الخياط من لفظه لبعضهم :
أحسنت ظني بأهل ودى |
|
فحسن ظني بهم دهاني |
لا تأمن الناس بعد هذه |
|
ما الخوف إلا من الأمان |
سألت يحيى بن محمد بن عبد الله بن حولوا عن مولده فقال : سنة الغرق ، وأخى عمر أصغر منى بسنة فيكون مولده سنة ست وخمسين وخمسمائة ، وتوفى يوم السبت لست خلون من شهر ربيع الأول من سنة خمس عشرة وستمائة.
تقدم ذكر والده ، كان شيخ وقته في علم الحقيقة وطريق التصوف ، وإليه انتهت الرئاسة في تربية المريدين ، ودعاء الخلق إلى الله عزوجل وسلوك طريق العبادة والزهد في الدنيا ، ولد بسهرورد وقدم بغداد في صباه ، وسمع وصحب عمه وغيره من المشايخ ، وسلك طريق الرياضات والمجاهدات ، وقرأ الفقه والخلاف والعربية ، وسمع الحديث من المشايخ ، وحصّل من العلم ما لا بد منه ، ثم انقطع عن الناس ، ولازم الخلوة ، واشتغل بإدامة الصيام والقيام والذكر وتلاوة القرآن إلى أن خطر له عند علو سنه أن يظهر للناس ويتكلم عليهم ، فعقد مجلس الوعظ بمدرسة عمه على شاطئ دجلة وكان يتكلم على الناس بكلام مفيد من غير تزويق ولا تنميق ، وحضر عنده خلق
__________________
(١) انظر الحديث في : سنن أبى داود ٢ / ٣١٤. ومسند أحمد ٢ / ٢٥٨ ، ٢٩٥ ، ٣٠٣ ، ٣٨٨ ، ٤٦١ ، ٤٩٢. وسنن الترمذي ٢ / ١٧.
(٢) انظر ترجمته في : الإعلام ٢ / ٣١٤. وطبقات الشافعية للسبكى ٥ / ١٤٣. ووفيات الأعيان ٣ / ١١٩. والتقييد لابن نقطة ٢ / ١٨٢.