كثير وظهر له قبول عظيم من الخاص والعام واشتهر اسمه ، وقصده المريدون من سائر الأقطار ، وظهرت بركة أنفاسه على خلق كثير من العصاة فتابوا وأنابوا إلى الله عزوجل وحسنت طرائقه ، ووصل به خلق عظيم إلى الله عزوجل ، وصار له أصحاب واتباع كالنجوم يعرفون أينما كانوا ، ثم أنه نفذ رسولا إلى الشام من الديوان العزيز مرات ، وإلى العراق إلى خوارزم شاه ، ورأى من الجاه والحرمة عند ملوك الأطراف ما لم يره أحد من أبناء جنسه ، ثم أنه رتّب شيخا بالرباط الناصري بالمرزبانية ورباط الزوزنى ورباط البسطامي ورباط المأمونية ، وجلس للوعظ مدة بباب بدر ، ثم أنه أضر في آخر عمره وأقعد ، فكان لا يقدر على القيام ، ومع ذلك فما أخل بالأوراد من النوافل وتلاوة القرآن ودوام الذكر وحضور المسجد الجامع يوم الجمعة في محفة والمضي إلى الحج في المحفة إلى أن دخل في عشر المائة وعجز وضعف فانقطع في منزله إلى حين وفاته ، وكان تام المروة كبير النفس ، ليس للمال عنده قدر ولو حصل له ألوف كثيرة من المال فأنفقها ولم يدخر منها شيئا ، ومات ولم يخلف كفنا ولا أشياء من أسباب الدنيا ، وكان مليح الخلق ، متواضعا ، كامل الأوصاف الجميلة والأخلاق الشريفة ، سمع الحديث من عمه أبى النجيب ومن أبى المظفر هبة الله [بن] أحمد بن محمد بن الشبلي وأبى الفتح محمد بن عبد الباقي بن البطي وأبى زرعة طاهر بن محمد ابن طاهر المقدسي وأبى بكر سلامة بن أحمد بن الصدر وغيرهم ، كتبت عنه وقرأت عليه كثيرا وصحبته مدة ، وكان صدوقا نبيلا ، صنف كتابا في التصوف سماه «معاني المعاني» شرح فيه أحوال القوم وآدابهم مليحا في معناه حدث به مرارا ، وأملى في آخر عمره كتابا في «الفلاسفة».
أخبرنا عمر بن محمد السهروردي بقراءتي عليه أنبأ أبو المظفر هبة الله بن أحمد بن محمد بن الشبلي قراءة عليه أنبأ أبو نصر محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا الربيع بن سليمان المرادي بمصر حدثنا بشر بن بكر التنيسى (١) عن الأوزاعى عن عطاء بن أبى رباح عن عبيد ابن عمير عن بن عباس أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [...........] (٢).
١٢٦١ ـ [....................] (٣) قال : توفى عمر بن محمد بن عمر بن
__________________
(١) في الأصل : «أبى بكر النفيسى».
(٢) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.
(٣) إلى هنا ساقط من الأصول ، وتداخلت الترجمة في الترجمة التالية : عمر بن محمد بن عمر.