الزوزنى (١) مقابل جامع المنصور ، وكان قد سافر الكثير إلى الحجاز والجزيرة وديار بكر ، ثم أنه نفذ في رسالة من الديوان إلى خراسان ، فتكلم بكلام استوحش بسببه من العود إلى بغداد فبقى يتردد في البلاد هناك ما بين هراة وغزنة وعاد إلى بلاد فارس فأدركه أجله بها ، وكان قد حدث ببغداد.
في مجالس وعظه بأحاديث وفي غيرها من البلاد ، ولم يكن ثقة ولا مأمونا ولا مرضى الطريقة ولا محمودا بالأفعال ، كثير التخليط في جميع أحواله وأفعاله وأقواله ـ سامحنا الله وإياه ، وقد رأيته ببغداد وحضرت مجلس وعظه ، وكان شابا ضخما.
بلغنا أنه توفى بشيراز في شهر ربيع الآخر من سنة اثنتين وستمائة ، وما أظنه بلغ الخمسين من عمره.
من أهل البصرة ، وكان جده قاضيا بها ، ذكر عبيد الله بن أحمد بن أبى طاهر أنه كان كثير الشعر جيده ، وكان بسامرا يمدح ويهجو ، وله في أبى يعلى كاتب عبيد الله بن يحيى بن خاقان الوزير :
نعمة الله لا تعاب وربما |
|
ما استقبحت على أقوام |
لا يليق الغنى بوجه أبى |
|
يعلى ولا نور بهجة الإسلام |
وسخ الثوب والملابس والبر |
|
ذون والوجه والقفا والغلام |
ومحال مرورة ليحيل |
|
سفله حجام ينتمي إلى |
من أهل الكوفة ، رأيت نسبه بخطه ، سمع الكثير من أبى الفرج محمد بن أحمد بن محمد بن علان الخازى وأبى الحسن محمد بن الحسن بن المنثور وأبى محمد يحيى بن محمد بن الحسن الأقساسي وأبى عبد الله محمد بن الحسن الأنماطى وأبى على الحسن ابن على بن عبد الله بن مخالد وأبى البقاء المعمر بن محمد البقال ، وقدم بغداد وسمع
__________________
(١) في الأصل : «الروزنى».
(٢) انظر ترجمته في : لسان الميزان ٤ / ٢٨٠ ـ ٢٨٢. والأنساب ٢ / ٣٦٦.