جار ابن شاقلاء ، روى عن أبى جعفر بن المولى ، كتب عنه أبو إسحاق بن شاقلاء.
أنبأنا أبو شجاع المقرئ وأبو اليمن الكندي قالا أنبأ أبو محمد عبد الله بن على المقرئ أنبأ جدي أبو منصور الخياط أنبأ القاضي أبو يعلى بن الفراء قال : نقلت من خط أبى إسحاق بن شاقلاء قال أخبرنى أبو حفص عمر بن على بن جعفر الرزاز قال سمعت أبا جعفر محمد بن المولى يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول : كان في دهليزنا دكان إذا جاء إنسان يريد أن يخلو معه أجلسه على الدكان ، وإذا لم يرد أن يخلو معه أخذ بعضادتي الباب وكلمه ، فلما كان ذات يوم جاءنا إنسان فقال لي قل له : أبو إبراهيم السائح فجلسنا على الدكان ، فقال لي أبى : سلم عليه فإنه من كبار المسلمين ـ أو من خيار المسلمين ، فسلمت عليه ، فقال [له] (١) أبى : حدثني يا أبا إبراهيم فقال له أبو إبراهيم : خرجت إلى الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتنى علة فمنعتنى من الحركة ، فقلت في نفسي : لو كنت بقرب الدير لعل من فيه من الرهبان يداونى ، فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوي حتى جاءني ، فاحتملني على ظهره حملا رفيقا حتى ألقانى عند الدير ، فنظر الرهبان إلى حالى مع السبع ، فأسلموا كلهم وهم أربعمائة راهب.
من أهل دمشق ، كان من حفاظ الحديث المكثرين من قراءته وسماعه وكتابته وتحصيله ، سمع بالشام وبلاد الجزيرة ثم دخل بغداد وأقام بها يسمع ويقرأ ويكتب ويحصّل الأصول إلى حين وفاته ، وشهد عند قاضى القضاة أبى طالب روح بن أحمد الحديثى في يوم السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر من سنة ست وستين وخمسمائة فقبل شهادته وولاه القضاء بحريم دار الخلافة ، ثم القضاء بربع سوق الثلاثاء وجرت أحكامه على السداد وقانون السلف من التسوية بين (٣) الخصوم
__________________
(١) ما بين المعقوفتين زيد من صفحة الصفوة ٢ / ٢٣٢.
(٢) انظر الترجمة في : تذكرة الحفاظ ١٣٦٥. والعبر في خبر من غير ٤ / ٢٢٤.
(٣) في الأصل : «من الخصوم». أنبأنا أبو القاسم الأزجى عن أبى بكر محمد بن على بن ميمون الدباس.