ليلة الاثنين لثمان خلون من جمادى الآخرة من سنة إحدى وستمائة ، وحضرت الصلاة عليه من الغد بالمدرسة النظامية وشيعته إلى باب حرب فدفن هناك.
وكنت سمعته يقول : مولدي سنة خمس وستين وخمسمائة ، ورأيته في المنام بعد موته بخمسة عشر يوما وعليه ثياب جميلة وهو فرحان ، فقلت له : ما فعل الله بك. فقال : الآن خرجت من الحبس.
ذكره أبو القاسم يحيى بن على بن الطحان الحضرمي في كتاب تاريخ الغرباء القادمين مصر» من جمعة وقال : روى عن الفيريابى وغيره ، حدثني عنه أبى.
من أهل الحربية ، قرأ القرآن : بحرف الكسائي على ثابت بن بندار البقال ، وقرأ على غيره ، وسمع الكثير من أبى الخطاب نصر بن أحمد بن البطر وأبى عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن طلحة والنقيب أبى الفوارس طراد بن محمد الزينبي وأبى بكر محمد ابن على الطريثيثي وعبد الواحد بن علوان بن عقيل الشيباني وجماعة غيرهم ، وأقرأ الناس القرآن. وحدث بالكثير ، وكان صدوقا صالحا محبا لرواية الحديث وإفادة الناس ، روى لنا عنه أبو محمد بن الأخضر وأبو على بن الخريف وبركة وعبد الواحد ابنا نزار [ابن عبد الواحد بن](٢) الجمال وعبد الله بن عثمان بن محمد بن الحسن البيع وعلى ابن عبد الرزاق ابن على بن الجوزي وغيرهم.
أخبرنا على بن عبد الرزاق بن على بن الجوزي أنبأ عمر بن عبد الله بن على الحربي حدثنا أبو الفوارس طراد بن محمد بن على الزينبي إملاء أنبأ أبو الحسن محمد ابن أحمد بن رزقويه أنبأ محمد بن يحيى ابن عمر بن على بن حرب حدثنا جدي على ابن حرب حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري عن عروة عن أبى حميد الساعدي أن النبي صلىاللهعليهوسلم استعمل رجلا من الأزد يقال له ابن اللتبية على الصدقة فلما قدم قال : هذا لكم وهذا لي ، فقام النبيصلىاللهعليهوسلم على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : «ما بال من
__________________
(١) انظر ترجمته في : طبقات القراء للجزرى ٥٩٣.
(٢) ما بين المعقوفتين زيادة من ذيل التاريخ ١ / ٣٠٥.