حدث هو وأبوه ببغداد عن أبى المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبى نصر الطبسي وهو حي بخراسان ، روى عنهما المبارك بن كامل بن أبى غالب الخفاف ، وتاريخ سماعه منهما في سنة ست وثلاثين وخمسمائة.
روى عن أبى سعيد مسعود بن ناصر السجزى حكاية رواها عنه أبو منصور المقرب بن الحسين بن الحسن النساج.
حدث عن أبى بكر الآجرى ، روى عنه أبو الحسين نصر بن عبد العزيز الشيرازي المقرئ نزيل مصر ، ذكر أنه سمع منه بعكبرا.
كان من أعيان أصحاب الشيخ عبد القادر الجيلي ، صحبه مدة طويلة وتفقه عليه ، وسمع منه الحديث من جماعة وتخلق بأخلاقه وتأدب بآدابه وسلك طريقته ، وكان له كان بخان الصفة بسوق العليا يبيع فيه البز ويطلب الكسب الحلال ، ثم أنه ترك ذلك وانقطع إلى زاوية له إلى جانب مسجد بالجانب الغربي قريبا من جامع العقبة ، وانضاف إليه جماعة من الأصحاب والأتباع ، فاشتهر اسمه وشاع ذكره وقصده الناس لزيارته والتبرك به ، وكثر الفقراء حوله ، وصار الناس يقصدونه بالنذور والصدقات والهبات والفتوحات ، وينفق ذلك على من عنده ، وتاب عليه خلق كثير من مماليك الخليفة الترك الخواص ، ولبسوا منه الخرقة وصلحت طرائقهم وانتفعوا بصحبته. منهم جماعة إلى مقامات الزهاد والعباد ، وكان ـ رحمه [الله] ـ كثير العبادة والمجاهدة سليم الباطن والظاهر ، وله كلام حسن على طريقة القوم وعلى وجهه أنوار الطاعة ، وكان نظيفا طيب الريح ، إذا تكلم في المحبة خرج النور من بين ثناياه واشتدت حمرة وجنتيه ، وإذا تكلم في الخوف طار لبه وتغير لونه وخنقته العبرة. سمع الحديث من أبى القاسم سعيد بن أحمد بن البناء وأبى الفضل محمد بن ناصر الحافظ وأبى الوقت عبد الأول بن عيسى السجزى وغيرهم. كتبت عنه وحضرت عنده غير مرة وسمعت كلامه ، وكان حسن السمت مليح الخلق والخلق.