من أهل باب الأزج ، وسكن بآخره بالمأمونية ، وكان ينسج أكسية الصوف ، ثم صار سمسارا بين يدي البزازين بخان الخليفة ينادى على السلع ، وصحب أبا الخطاب محفوظ بن أحمد الكلوذانى وتفقه عليه وعلق عنه مسائل الخلاف في صباه ثم ترك ذلك ، ولم يكن يفهم شيئا. سمع أبا القاسم على بن أحمد بن بيان وأبا على محمد بن سعيد بن نبهان وأبا الخطاب الكلوذانى وأبا بكر محمد بن الحسين المزرفى وغيرهم. روى لنا ابن الأخضر وأحمد بن البندنيجى الشاهد.
أخبرنا أبو محمد بن الأخضر أنبأ أبو حفص عمر بن هدية بن سلامة بن جعفر الصواف أنبأ أبو على محمد بن سعيد بن إبراهيم الكاتب أنبأ أبو على الحسن بن أحمد ابن إبراهيم بن شاذان أنبأ عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا عبد الملك بن محمد حدثني أبى حدثني سعيد بن سماك بن حرب حدثني أبى قال لا أعلمه إلا عن جابر بن سمرة قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة (قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ) و (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) وكان يقرأ في عشاء الآخرة ليلة الجمعة [سورة الجمعة] والمنافقين (١).
قرأت بخط القاضي أبى المحاسن عمر بن على القرشي قال : سألته ـ يعنى عمر بن هدية ـ عن مولده ، فقال : في ربيع الأول سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة.
قرأت بخط صديقنا أبى عبد الله محمد بن عثمان بن العكبري الواعظ قال : توفى شيخنا عمر بن هدية في ليلة الخميس تاسع عشري ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة.
شهد عند والده أقضى القضاة يحيى بن سعيد في السابع عشر من شعبان سنة إحدى وخمسمائة فقبل شهادته ، وكان شابا سريا يكتب خطا مليحا.
__________________
(١) انظر الحديث في : الدرر المنثور ٦ / ٢١٥.
(٢) في الأصل : «الحسين».