حدثني أحمد بن محمد بن طلحة الشاهد أنبأ عمر بن عبد العزيز الخردلى وأنبأ أبو محمد بن الأخضر قالا أنبأ سعيد بن أحمد بن البناء قراءة عليه أنبأ محمد بن محمد بن على الزينبي أنبأ محمد بن عبد الرحمن المخلص حدثنا يحيى بن صاعد حدثنا محمد بن هارون حدثنا بكار بن محمد حدثنا عبد الله بن عوف عن محمد بن سيرين عن أبى هريرة رضى الله عنه قال قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الولد للفراش وللعاهر الحجر» (١).
توفى عمر الخردلى بالمارستان العضدي في يوم الخميس خامس عشري شهر رمضان سنة سبع وتسعين وخمسمائة ، ودفن بمقبرة المارستان.
كان أبوه من موالي المنصور ، وكان أعجميا ونشأ عمره في دار ومع أولاد مواليه وكان كأحدهم وتأدب ، وكان لاعبا بالشطرنج مشغوفا بها فلقب بالشطرنجى لغلبتها عليه. فلما مات المهدى انقطع إلى عليه وخرج منها لما زوجت وعادت إلى القصر ، وكان يقول لها الأشعار فيما زيده من الأمور بينها وبين أخواتها وبنى أخيها من الخلفاء فينتحل بعض ذلك ويترك بعضه.
أنبأنا عبد الله بن الحسن الكندي عن محمد بن أبى طاهر بن على بن المحسن بن على أخبره عن أبيه عن أبى الفرج على بن الحسين الأصبهانى حدثني الحسن بن على الخفاف حدثني أحمد بن الطيب السرخسي حدثني الكندي عن محمد بن الجهم البرمكي قال : رأيت أنا حفص الشطرنجى الشاعر فرأيت منه إنسانا يلهيك حضوره عن كل غائب ، وتسليك مجالسته عن كل هموم المصائب ، قربه عرس ، وحديثه أنس ، جده لعب ولعبه جد دين ماجن ، إن لبسته على ظاهره لبسته موموقا لا تمله ، وإن تتبعته أتنظر خبرته ، وقعت على مروة لا تطور الفواحش بخناها ، وما علمته أقل ما فيه الشعر ، وهو الذي يقول :
تحبب فإن الحب داعية الحب |
|
وكم من بعيد الدار مستوجب القرب |
إذا لم يكن في الحب عتب ولا رضى |
|
فأين حلاوات الرسائل والكتب |
تفكر فان حدثت أن أخا هوى |
|
[غدا] (٣) سالما فارج النجاة من الحب |
__________________
(١) انظر الحديث في :
(٢) انظر ترجمته في : الإعلام ٥ / ٢٥٩.
(٣) ما بين المعقوفتين سقط من الأصل.