على ، والله لأضربن بسيفي حتى يكل ساعدي ، ولألقين الشمس بوجهي حتى يشحب لوني وأنشد :
وإذا لم يكن من الموت بد |
|
فمن العجز أن تكون جبانا |
قرأت على أبى البركات الحسن بن محمد بن الحسن الأمين بدمشق عن أبى المظفر محمد بن محمد بن قزمى الإسكافى على أيام الوزير على بن طراد الزينبي قال : لما كنا مع الإمام المسترشد يعنى بالعسكر بباب همذان ، كان معنا إنسان يعرف بفارس الإسلام ، وكان يقرب من خدمة الخليفة قال : فجاء ليلة من الليالي قبل طلوع الفجر ، فدخل على الوزير فسلم عليه قال : ما جاء بك في هذا الوقت؟ قال : منام أريته الساعة ، وهو كأن خمسة نفر قد توجهوا للصلاة وواحد يؤمهم فجئت وصليت معهم ثم قلت لواحد منهم : من هذا الذي يصلى بنا؟ فقال : هذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : ومن أنت؟ فقال : أنا على بن أبى طالب وهؤلاء أصحابه ، فقمت وقبلت يده المباركة وقلت : يا رسول الله ما تقول في هذا الجيش ـ وعنيت عسكر الخليفة؟ فقال : هذا جيش مكسور مقهور ، وأريد أن تطالع الخليفة بهذا المنام ، فقال الوزير :
يا فارس الإسلام أنا أشرت على الخليفة أن لا يخرج من بغداد ، فقال لي : يا على أنت عاجز ، ارجع إلى بيتك ، أقول له هذه الرؤيا فربما تطير بها ، ثم يقول : قد جاءني بترهات قال : أفلا أنهى ذلك إليه؟ قال : بلى تقول لابن طلحة صاحب المخزن فذاك منبسط وينهى مثل هذا ، قال : فخرج من عند الوزير ثم دخل إلى صاحب المخزن فأورد عليه الرؤيا فقال له : ما اشتهى [أن] أنهى إليه ما يتطير به ، قال : فيجوز أننى اذكر هذا ، قال : اكتب إليه وأعرضها وأخل موضع مقهور ، قال : فكتبتها وجئت إلى باب السرادق فوجدت الخادم مرتجا في الدهليز ، ورأيت الخليفة وقد صلى الفجر والمصحف على فخذه وهو يقرأ ، ومقابله ابن سكينة إمامه والشمعة بنيهما ، فدخل فسلم الرقعة إليه وأنا انظره ، فقرأها ثم رفع رأسه إلى الخادم ، ثم عاد فقرأها ، ثم نظر إليه ثم قرأها ثالثا ، ثم قال : من كتب هذه الرقعة؟ فقال : فارس الإسلام ، قال : وأين هو؟ قال : بباب السرادق ، فقال : أحضره ، فجاء فقبض على يدي فبقيت أرعد خيفة من تطيره ، فدخلت وقبلت الأرض ، فقال : وعليكم السلام ، ثم قرأ الرقعة ثلاث مرات أخرى وهو ينظر إلى ، ثم قال : من كتب هذه؟ فقلت : أنا يا أمير المؤمنين ، فقال :